ميلادٌ جديد
ميلادٌ جديد
في أحد الأيام يتلقَّى “وليد” اتصالًا من ابن خالته “عبد المحسن” يدعوه فيه إلى زيارة أحد مطربي الجاز المشهورين؛ “تومي” المطرب الأمريكي الشهير الذي حفظ “وليد” صورته من كثرة رؤيتها على الشرائط والملصقات، ولكن كان الشك يملؤه، كيف لابن خالته الذي يرفض سماع الأغاني أن يدعوه إلى زيارة أحد المغنين في بيته؟!
حين وصل القريبان إلى وجهتهما استقبلت “وليد” مفاجأة كبيرة بددت شكوكه، إنه حقًّا “تومي” بشخصه، لكنه لم يعد مطرب جاز، لقد دخل الإسلام قبل مدة وغيَّر اسمه إلى عبد الكريم، وأخذ يحكي للقريبين عن رحلة بحثه، كان الأمر أشبه -بالنسبة إليه- بشبح الموت الذي كان يخافه كثيرًا ولا يريد أن يلقاه أبدًا، وازداد خوفه حين شهد موت أمه وموت أعز أصدقائه، ومع أنه كان في قمة النجاح في مسيرته المهنية آنذاك فقد ملأه الإحباط والقلق، إلى أن شاهد إعلانًا في صحيفة عن مركز إسلامي يوزع كتبًا مجانية للتعريف بالإسلام، فطلبها وأرسلوا إليه “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” لأبي الحسن الندوي، و”مبادئ الإسلام” لأبي الأعلى المودودي، و”الإنجيل أم القرآن كلمة الله” لأحمد ديدات، وكانت هذه الكتب مترجمة بإنجليزية راقية، فقرأها وأتبعها بنسخة مترجمة من تفسير القرآن الكريم.
لقد شعر تومي أن روحه بدأت ترتوي وأنه كان كالغريق الذي وجد حبل إنقاذ أخيرًا، وبعد أسبوعين فقط كان ينطق الشهادة ويعلن دخوله في الإسلام، وكانت تلك اللحظة ميلادًا جديدًا له. لم يكن ما عند “عبد الكريم” من المال والشهرة والمتَع يروي ظمأ روحه، ولم تكن الحضارة المتقدمة التي يعيش فيها تجيبه عن سؤال ماذا بعد وإلى أين، لكنه وجد كل هذا في الإسلام.
لقد كانت تلك الزيارة نقطة مضيئة بالنسبة إلى “وليد”، فلقد رقَّ قلبه أخيرًا، وبدأت رحلته مع التغيير إلى حال أفضل.
الفكرة من كتاب دفء الليالي الشاتية
في الغربة، يواجه الناس تحديات مختلفة تُختبر فيها قيمهم ومبادئهم، وفي هذه الرواية التي كُتبت عام 2002 يوجِّه الكاتب بعض الرسائل إلى الشباب الذين يواجهون تحديات الغربة من خلال مواقف ويوميات الشاب السعودي “عبد المحسن” الذي سافر مع أسرته الصغيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مبتعثًا للدراسات العليا.
مؤلف كتاب دفء الليالي الشاتية
عبد الله بن صالح العريني: أستاذ جامعي وكاتب وباحث سعودي، ولد في الرياض عام 1954، يعمل أستاذ دراسات عليا في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وهو عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، وعضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية أيضًا.
له العديد من الأعمال الروائية والقصصية منها: “مهما غلا الثمن” و”أشياؤهم الصغيرة” و”النار الباردة.. قصة إبراهيم (عليه السلام)” و”حدائق الصبر.. قصة أيوب (عليه السلام)” و”السفينة والطوفان.. قصة سيدنا نوح (عليه السلام)” و”صلاة في بطن الحوت.. قصة يونس (عليه السلام)”، وأعمال أخرى مثل: “الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية” و”شعر جهاد الروم في موازين النقد الأدبي” و”أدر حياتك.. قبل أن تديرك الحياة”.