قواعد تواصل أكثر حيوية
قواعد تواصل أكثر حيوية
قد ينفر منك البعض لأنهم يرونك تضع نفسك محور الحديث في كل شيء، ويمكنك بناء تواصل ناجح بالقليل من نكران الذات، وهذا يأخذنا إلى القاعدة المهمة التي تنصُّ على أنك يجب أن تكون مهتمًّا بالآخرين بدلًا من رغبتك في أن تكون مثيرًا للاهتمام لأنها قد تجعلك مثيرًا للسخرية أو مغفلًا.
ومن أهم القواعد أن تجعل الآخرين يشعرون بقيمتهم، وأنهم يصنعون فارقًا، فهذا بالتأكيد يعطيهم سببًا للنهوض كل يوم من فراشهم، وما أجمل أن تكون أنت السبب في هذا الشعور، وهذا يجعل الناس مستعدين لفعل أي شيء لأجلك، ويمكنك أن تقترب من الآخرين بسرعة لو كنت تمثل بالنسبة لهم نقطة التنفيس العاطفي عن الهموم والقلق سواء كان هجومًا عليك أو ليس لك علاقة به، فاستمع بتعاطف دون الانخراط معهم في جدال، فهذا يبطل الهجوم عليك ويجعلك في موضع شكر من الآخرين، وهذا مرتبط بالقاعدة التي تنصحنا بطرد التنافر من حديثنا، فمثًلا لو شعرت بأن حديثك مع زميل ما أصبح يأخذ منحًى هجوميًّا أخبره بذلك وأخبره أنك لاتريد إيذاءه، وأن كل واحد منكم يدافع فقط عن نفسه ولا يريد مهاجمة الآخر، وهنا ستحاولون إيجاد حل للمشكلة ويحل الاحترام المتبادل، وحين تشعر أنك خسرت كل شيء أظهِر ضعفك دون خوف، فهذا يجعل الآخرين أكثر تعاطفًا معك وأكثر رغبة في حل أي نزاع وهذه القاعدة الثامنة، أما القاعدة التاسعة والأخيرة هي أن تبتعد عمَّن ينشرون سمومهم، فبعض الناس لا ينفع معهم تطبيق قواعد التواصل لأنهم يعانون مشاكل تجعلهم لا يتصرَّفون بطريقة طبيعية ومجرد وجودهم سيجعلك في حالة سيئة، وهم المعوزون، أي الاعتماديين بشكل مرَضي، والمتنمِّرين ومحبي الأخذ والنرجسيين والمضطربين عقليًّا.
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.