لماذا نقرأ؟
لماذا نقرأ؟
يوضح عبد الكريم بكار أن هدف القراءة يختلف باختلاف القراء، ولكنَّ هناك أهدافًا عامة مشتركة- في الغالب- بين الجميع، منها:
القراءة من أجل التسلية: هناك أبحاث تشير إلى أن 70% من القراء ينتهجون هذا النوع من القراءة، وهي أقل أنواع القراءة فائدةً.
القراءة من أجل الاطلاع على المعلومات: وهذا النوع من القراءة خطير جدًّا، فهو يوهم القارئ بأنه يعلم الكثير ولكنه لا يفهم حقيقةً هذا الذي يعلمه.
القراءة من أجل الفَهم: وهي أهم الأنواع وأكثرها فائدةً، ولكنْ قليلون هم الذين ينتهجون هذا النهج؛ إذ إنها أشق أنواع القراءة.
وهنا يوجه الكاتب عدة تساؤلات يجب على القارئ قبل أن يبدأ بالقراءة أن يسألها لنفسه:
إن الكاتب الجيد يستهدف فئة معينة من القراء، عليك أن تسأل نفسك دائمًا، هل أنت من هذه الفئة؟
ما هوية هذا الكتاب أو الجنس المعرفي الذي ينتمي إليه؟ في الاقتصاد أم الفقه أم الفلسفة؟ إلى غير ذلك.
ما مدى استيعابك لما قرأت؟ هل تعيد القراءة؟ أم هل تتوقف؟
أيضًا يجب ألا ينظر القارئ إلى الكاتب على أنه نبي يتكلم بوحي ولا يخطئ، وعلى الجانب الآخر ينبغي ألا يكون هم القارئ استخراج أكبر كم ممكن من الأخطاء.
ولا بدَّ- كما يقول الكاتب- عند توجيه القارئ نقدًا لأي كاتب أو كتاب عليه أن يوضح ما الذي كان على الكاتب أن يفعله، ولا ينسى تدعيم وجهات النظر التي يرى أنها بديل صالح للصورة التي قدمها، إذ كلما تمكن من فعل ذلك أثبت أنه لم يقرأ الكتاب فحسب، وإنما أعاد إنتاجه من جديد.
الفكرة من كتاب القراءة المثمرة
إن الولع بالمزيد من الاطلاع يُعدُّ أحدَ الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تعانيها الأمة، فإذا أمعنا النظر في واقع الأمم الغالبة المسيطرة اليوم، للمسنا لأول وهلة أنها اعتمدت على التعليم وتيسير سبل المعرفة كأساس لتقدّمها الحضاري.
ولا شك أن القراءة هي من أهم سبل التثقف وتحصيل المعرفة، فجاء هذا الكتاب إيمانًا بذلك، في محاولة لتأصيل هذه الفكرة ومناقشة الموانع وطرح الحلول.
مؤلف كتاب القراءة المثمرة
عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار، ولد عام 1951 بمحافظة حمص السورية.
ويعدُّ من المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، إذ يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي.