المدير الفرد وجنون السلطة
المدير الفرد وجنون السلطة
إن المدير المجنون بالسلطة تجده يدقق في كل ما تفعله ويريد أن يمر كل شيء عليه أولًا، وهذا يبطئ من العمل، بل ويجعله يتوقف، لأن كل شيء في يوم العمل سيحتاج إلى موافقته، كما أن هذا المدير يسلبك ثقتك بنفسك ببطء، ولا يتوانى عن تحطيمك وقتل إبداعك، لأنه لا يعترف بأي شيء غير الذي يفعله، ومن ثم يتلاشى الابتكار في الشركة، كما أنه يستمتع بإظهار قوته في مواجهة العاملين تحته، ويستخدم تعبيرات مثل: تصرفوا مثلي في هذا الموقف، لا تغيروا شيئًا دون معرفتي لقد حدث هذا بفضلي أنا، وغير ذلك من التصرفات التي من الممكن أن تدفعك كموظف إلى الجنون في الحقيقة، لأن الإنسان يحتاج إلى من يقوده، ولا يحتاج إلى من يهز ثقته في نفسه، وبناءً على ذلك، لا يمكن للموظفين في مثل هذا الوضع أن يقدموا أي فائدة مرجوة للمؤسسة، لأنهم لا يحتاجون إلى النقد المباشر، بل يحتاجون إلى التشجيع والدعم حتى يعبروا عن أنفسهم.
إذا كان كل شيء تنتجه أو أي عمل تفعله في الشركة معرضًا للنقد ويقود إلى اللا شيء، عليك حينئذٍ أن تعطي نفسك استراحة، لأنك تعلم أنه مهما حاولت وأرهقت نفسك فلن ترضيهم، ولن يجدي عملك نفعًا، ولأن الراحة والاسترخاء تجعلان ذاكرتك تعمل بشكل أفضل، فتتمكن من إنشاء خطط واستراتيجيات تتعامل بها مع هذا المدير المجنون بالسلطة.
إذا أراد مديرك أن تجري تعديلًا على عمل أديته، رغم أنه تعديل غير مناسب أو غير مهم، فلا تبالي، وأجرِ التغييرات والتعديلات التي اقترحها عليك، إن هذا المدير هدفه إظهار سلطته عليك إلى جانب تضييع وقتك، ومن ثم فإن استراتيجيتك الرئيسة هي “لا تضيع وقتك”، وأبعد نفسك عن الدخول في مشكلة معه، وافترض أن تعديلاته تضيف قيمة إليك حتى وإن استغنى عن أسلوبك، كما يمكنك خلال المرات الأولى في الاشتباك معه أن تعتذر عن إجراء التعديلات التي طلبها منك، وتخبره بأن الأمر تافه لا يستحق وقتك، عندها سوف يشعر مديرك بالحنق، لأنه يفقد بعضًا من سيطرته، افعل ذلك تدريجيًّا لتمنع حدوث مشكلات عظيمة، عندها لن يستطيع أن يعترض، ستشعر أنك استعدت قوتك وثقتك بنفسك ورفضت تدخلاته المستهلكة لوقتك، وسيصل الأمر إلى حد الفطام، ولن يتدخل في عملك بعد ذلك، لكن إذا شعرت بالوهن ولم تلمس أي تحسن من وراء ذلك، فعليك بالبحث عن وظيفة بديلة في شركة أخرى.
الفكرة من كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
إن المدير لا يأتي ومعه كتيب استعمال إلى اليوم، لذا فإن عبء إيجاد هذا الكتيب يقع عليك من أجل نفسك، لتجيب عن أسئلة من قبيل: لماذا يطلب هذه الطلبات الغريبة؟ لماذا لا يفهمني؟ لماذا لا يساعدني؟ لماذا لا يجعل الأمور ودية؟ لماذا لا أستطيع التحدث معه؟ إن الكتاب لا يهدف إلى تعليمك كيف تخدع مديرك، بل يهدف إلى جعلك تفكر بإيجابية حتى تستطيع التعامل مع الشرور، وبما أنك موظف فأنت لا تستطيع أن تفعل كل ما تود فعله، ومن ثم يجب أن تراعي رغبات غيرك، حتى وإن كانت رغباتهم دليلًا على الجنون وسوء التصرف، لأنه ولسوء الحظ فإن الآخر الذي يجب أن تراعي رغباته هو “مديرك” الذي لديه القدرة على تسريحك، معتقدًا وجود كثير من أمثالك، لذا فإن هذا الكتاب هو دليلك لمواجهة جنون الآخرين وكذلك جنونك الذاتي، فبما أننا موظفون فنحن تحت رحمة مديرين يمكن أن يكونوا فاسدين أو مستأسدين أو تهكميين أو عدائيين أو غير أكفاء أو كسولين، لذلك يجب أن توجد لنفسك طريقًا لتتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء المديرين، وكل ما تحتاج إليه هو دليل يرشدك ويساعدك ويقدم لك الاستراتيجيات والأدوات والحلول التي تحتاج إليها للتعامل معهم.
مؤلف كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
جيل ووكر، عملت في سن مبكرة في مجال سمسرة السفن التي كان يعمل فيه والدها، كما أنها حققت رقمًا قياسيًّا لأصغر امرأة دخلت إلى بورصة البلطيق، تعمل حاليًا في شركة برمجيات، وقد سمحت لها حياتها المهنية بالسفر على نطاق واسع، ما مكنها من الوصول إلى العديد من المديرين التنفيذيين في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، فمنحها ذلك نظرة ثاقبة لعالم الأعمال والإدارة.
معلومات عن المترجم:
هبة الله الغلاييني، مترجمة وكاتبة سورية، لها عدد من المقالات بلغت 49 مقال في مجلة المعرفة، من ترجماتها:
شيفرة التأثير: عش الحياة التي تستحقها
هل مديرك مجنون؟