الوجدان والتفكير
الوجدان والتفكير
جميع البشر لديه شيء مفضَّل يحبُّه ويعتاده، ككتاب ما دون غيره أهداك إياه صديقك المفضل يومًا، أو ساعة تحبها وهبتك أمك إياها، فكلما نظرت إلى هذه الأشياء تتأمَّلها بحُب وتفكِّر فيها بعاطفتك، وتفكر فيها بمشاعرك المختلطة، ولكنك بالعقل تسأل نفسك: ما الذي يجعلك لا ترتدي سوى هذه الساعة البسيطة؟ لأن أمك التي تحبها هي التي أهدتك إياها فقط؟ هل ذلك يدل على عدم اتزان فكرك مثلًا؟ وكذلك هل تعرُضنا لمشكلة ما قد تشارك بانفعالاتك فيها مع تفكيرك بعقلك؟ ليأتي السؤال الأشمل: هل إذا تداخلت مشاعرنا وانفعالاتنا مع التفكير في مشكلة ما هل يختلُّ تفكير الإنسان؟ اجتمع العلماء على إجابة صاغها الكاتب، وقال: “تدل الدراسات على أن مرض التفكير هو المسؤول عن اندفاع وجدانات غريبة ومشاعر غير مألوفة إلى علاقة الشخص بواقعه، بعبارة ثانية: ليس الانفعال هو المسؤول عن فساد التفكير لأن الانفعالات السوية تزيد التفكير استقامة، ولكن فساد التفكير هو الذي يسمح لانفعالات غريبة وشاذَّة بأن تندفع متلوِّنة بلونها الشاذ” ، وقال أيضًا: “إن غياب الوجدان ليس شرطًا لسلامة التفكير”، كل هذا يدل على أن مشاركة عاطفتك في التفكير يجعلك تتأمَّل الحياة بشكل متزن، وإن فسد تفكيرك فسدت انفعالاتك وليس العكس.
ويتطوَّر تفكير الإنسان مع تخطِّيه كل مرحلة عمرية وبانصداماته النفسية التي إما تخضعه لتهذيب وتشكيل فكري ونفسي جديد أكثر نضجًا وسواءً، وإما أن يُصاب بالنقيض فيصبح ذا تفكير مختل ونفسية هشة غير سوية.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.