ما ساوى فيه الإسلام بين الرجل والمرأة
ما ساوى فيه الإسلام بين الرجل والمرأة
يساوي الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية، فكلاهما من نفس الأصل والفطرة، وليس لأحدهما درجة على الآخر في الآخرة إلا بتقواه وعمله الصالح يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فالتقوى إذًا هي ميزان التفاضل، ويقول تعالى أيضًا: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ﴾.
وقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، وفي المسؤولية الخاصة عن أعمالهم: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾، وفي المسؤولية العامة المتعلقة بالمجتمع كذلك، فيقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، ولا تستقيم المجتمعات ما لم تتضافر جهودهما في الدعوة إلى الخير والنهي عن المنكر كل في ميدانه.
وساوى بينهما كذلك في الحقوق المدنية كالتملك والتعاقد والبيع والشراء والوصية أو الهبة، وللمرأة في الإسلام ذمة مالية منفصلة قبل وبعد أن تتزوج، وليس لأحد أن يتصرف في مالها إلا بتوكيل منها، بينما لم تقر للمرأة ذمة مالية في أوروبا إلا في القرن الماضي، كما ساوى الإسلام بين الرجال والنساء في حق إبداء الرأي، وقد أخذ النبي برأي أم سلمة رضي الله عنها في غزوة الحديبية، عندما لم يستجب الصحابة لأمره لهم بالتحلل والنحر، فأشارت عليه أن يخرج فيحلق رأسه وينحر هديه دون أن يتكلم، ففعل النبي، فما كان من الصحابة إلا أن قاموا جميعًا ففعلوا مثلما فعل.
كما ساوى بينهم في حق التعلم والتعليم، وقد كان النساء يحتشدن في المسجد للتعلم من النبي، وكان للصحابيات دور عظيم في رواية الحديث، وقد ذكر أبو حيان من بين أساتذته ثلاثًا من النساء.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.