نظرة سريعة على تاريخ الكائن الحي
نظرة سريعة على تاريخ الكائن الحي
بدأت حياة الكائنات الحية على هذه الأرض منذ ملايين السنين، وكانت بسيطة بدائية في كل شيء ولكن ماذا حدث؟ يخبرنا الدكتور مصطفى محمود أن في البداية كانت الكائنات والخلايا الحية بسيطة التركيب وتنقسم ذاتيًّا باستمرار إلى خلايا مماثلة فتتكاثر دون عناء، وكان الموت لا يعرف طريقها إلا من الخارج، ولكن لجأ الكائن الحي إلى استحداث وسيلة جديدة للتناسل واستمرار النوع، وارتكب جريمة كبرى حين طور الكائن الحي له عضوًا تناسليًّا وخلايا متخصصة في التناسل، ومن ثم أصبح الكائن نفسه منذ تلك اللحظة كائنًا مؤقتًا بعدما كان ينقسم ويتكاثر دون توقف وأصبحت الحاجة إليه مؤقتة، وأصبح مجرد حامل للبذور!
ويتابع المؤلف: وأصبحت الحياة تستغني عن أفرادها بمجرد انتهائهم من وظيفة استمرار النوع. لم يصب الموت والشيخوخة الخلايا قبل هذا التطور في وسيلة استمرار النوع، لكنهما كانا ضريبة الجنس وظهرا مع ظهور الذكر والأنثى ومع أول اتصال جنسي.
والسبب كما يقول علماء الحياة هو قسوة الظروف وضراوة البيئة، فلم تعد الأجيال الموجودة قادرة على المقاومة والتحمل في سبيل البقاء والنسل الذي يأتي بالانقسام له نفس مواصفات الضعف فأصبح بحاجة إلى نسل جديد قادر على المقاومة. وبالجنس تحقق هذا المطلوب وأُنتج نسل بمواصفات أقوى وقادرة على التكيف مع الظروف الجديدة للحفاظ على بقاء النوع من الانقراض، ولكنْ لكل شيء ثمن ومقابل، وثمن ذلك أن الموت أصبح كتابًا مكتوبًا على الأفراد.
الفكرة من كتاب لغز الحياة
يتناول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب تاريخ الكائن الحي من ملايين السنين، والصراعات التي واجهته وكيف واجهها وضحى في سبيل البقاء واستمرار نوعه، ويوضح الكتاب نظرية التطور الداروينية ورأيها في كيفية تطور الكائن الحي، وهل فسرت لنا كيف تم التطور حقًّا أم لا! وما القوة المهيمنة المرشدة للكائن الحي في عملية التطور، وهل كان كل ذلك محض صدفة كما يبرر العلم المادي!
مؤلف كتاب لغز الحياة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
لغز الموت.
في الحب والحياة.
وبدأ العد التنازلي.
الطريق إلى الكعبة.
علم نفس قرآني جديد.