معنى أن تكون قائدًا استراتيجيًّا
معنى أن تكون قائدًا استراتيجيًّا
إذا كنت تعمل في إحدى المؤسسات، ويُعرف عنكَ أنكَ موظف جيد ومجدٌّ لعدد من السنين، وحصلت بناءً على ذلك على عدة ترقيات ومكافآت، ثم وجدت أن زملاءك من الموظفين يرون أنك لست قائدًا استراتيجيًّا، رغم تقدير رئيسك والمؤسسة لمهاراتك القيادية والتشغيلية! فإنك بالتأكيد سوف تسأل: ما معنى أن أكون قائدًا استراتيجيًّا؟
إن القيادة الاستراتيجية تختلف بشكل كلِّي عن القيادة العادية، إذ إن بؤرة تركيز واهتمام القيادة الاستراتيجية تكون على الميزة التنافسية المستدامة، أي المحافظة على النجاح الدائم للمؤسسة، ودفعها نحو تحقيق الازدهار والنجاح على المدى القصير، وأن يكون تأثيرها ملموسًا على المدى البعيد، إذ إن من الواجب أن يُبقي القائد الاستراتيجي في ذهنه أهدافًا بعيدة المدى في نفس الوقت الذي يعمل فيه على تحقيق الأهداف القريبة، فمن المهم رؤية الأشياء البعيدة على أنها قريبة، ورؤية الأشياء القريبة على أنها بعيدة، وذلك من أجل إقامة التوازن بينها.
كما تعد القيادة الاستراتيجية قيادة واسعة المدى، إذ تؤثر في مجالات تقع خارج إطار المجال الوظيفي، والقسم الخاص بالقائد، بل وتتجاوز المؤسسة ذاتها بالتأثير في البيئة المحيطة، كالتأثير في الزبائن، فالقرارات المتخذة في أحد المجالات تحفِّز الأفعال في المجالات الأخرى، وهذا لا يعني أن القيادة التي لا تصل إلى هذا المدى الواسع ليست استراتيجية، فالقرار قد يكون استراتيجيًّا ولو كان محدودًا، كأن يتم تعيين أحد الموظفين في أقسام أحد المشاريع.
كما أن من الأسباب التي تجعل القيادة الاستراتيجية مخالفة عن القيادة العادية أنها تؤدي إلى إحداث تغيير مهم في المؤسسة، وبالتالي فإن الميزة الاستراتيجية المستدامة لتحقيق نجاح وازدهار المؤسسة، ليست مهمة سهلة، إذ تتطلَّب أشخاصًا يتمتَّعون بالذكاء والفطنة والقدرة.
الفكرة من كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
إن إنجاز الأعمال في المؤسسات أصبح أكثر صعوبة في هذه الأيام، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تفاعل عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج المؤسسة لتحقيق النجاح، وبالتالي فإن أفضل طريقة لازدهار المؤسسات في خضم هذا الواقع الجديد، هي أن تتحول إلى مولِّدات للتعلم المتواصل، ما يعني أن تصبح الاستراتيجية المؤسسية (من رؤى واتجاهات وتكتيكات) في حالة مستمرة من التشكُّل والتطبيق وإعادة التقويم والمراجعة والتنقيح، وبالتالي فإن القيادة الاستراتيجية تعد عملية لا تنتهي من التعلم، ومن هنا يساعدك هذا الكتاب على تحويل مؤسستك إلى محرك للميزة التنافسية المستدامة، إلى جانب تحويل مهاراتك الشخصية والتقنية إلى ممارسة قيادية قادرة على بناء مؤسسة تمتلك المقدرة على تعميق الرؤى المتبصرة والأداء الرفيع باستمرار.
مؤلف كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
ريتشارد ل. هيوز : هو كبير موظفي قسم المشاريع في (مركز القيادة الإبداعية)، ينصبُّ جل اهتمامه على دراسة أفكار المدراء التنفيذيين والفرق العاملة معهم، عمل لمدة 10 سنوات كأستاذ ورئيس قسم العلوم السلوكية والقيادية في أكاديمية “القوى الجوية الأمريكية”، وقد حصل على إجازة في العلوم من ذات الأكاديمية، إضافة إلى حصوله على درجة الماجستير من جامعة تكساس الأمريكية، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة ويومنغ، شارك في تأليف كتاب: “القيادة: تعميق العبر المستمدة من التجربة”.
كاترين كولاريللي بيتي : هي مديرة مجموعة الانتساب المفتوح في فرقة القيادة ومجموعة المؤسسات التابعة لمركز (القيادة الإبداعية)، أسهمت في جهود شركة “إنهويزر بوش” لتطوير القادة المستقبليين للشركة، كما شاركت في برنامج تطوير القيادة للمهندسين في شركة ‘جي آي ميديكال سيستمز”، حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة إلينوي، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم النفس التنظيمي والمؤسسي من جامعة سانت لويس.
معلومات عن المترجم:
معين الإمام: هو مترجم بارع، أثرى المكتبة العربية بأكثر من مئة كتاب، من بينها:
جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي.
اللورد جيم.
ما بعد الحداثة والعقل والدين.
والعقل والحرية والديمقراطية في الإسلام.
حرب بلا نهاية: وظائف خفية للحرب على الإرهاب.
الإمبرياليون الجدد: أيديولوجيات الإمبراطورية.