مثلث برمودا
مثلث برمودا
في ديسمبر من عام ١٩٤٥ أقلعت خمس طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، وقبل أن تؤوب بربع ساعة استقبل برج المراقبة رسالة استغاثة مفزعة من قائد السرب ثم سكتت الرسالة فجأة وانقطع التواصل؛ فانطلقت طائرة تبحث عنها؛ وسرعان ما اختفت كأخواتها في ظروف غامضة! وفي ديسمبر أيضًا ولكن من العام ١٩٦٧ اختفت سفينة “ويتشكرافت” في ظروف أشد غموضًا وفي نفس المنطقة المثلثة الواقعة بالمحيط الأطلسي بين جزيرة برمودا شمالًا وبورتوريكو جنوبًا وفلوريدا غربًا وشرق الولايات المتحدة.
منذ سنوات كتب تشارلز بيرلتز كتاب “مثلث برمودا” يسجِّل حوادث اختفاء غريبة لأسباب غير واضحة ودون ترك أي أثر، ولقي الكتاب رواجًا منقطع النظير، ثم شفعه بكتاب “من دون أثر” ليقدِّم المزيد من الظواهر العجيبة في تلك المنطقة المرعبة، لكنَّ كتابي بيرلتز حويا الكثير من المبالغات والمغالطات؛ فحسب مؤسسة لويدز للمعلومات بلندن وغيرها فإن من أصل ٢١ سفينة فُقِدت حول السواحل الأمريكية كان نصيب مثلث برمودا منها أربع سفن فقط، أي أقل من الخمس، وحسب إحصائيات إدارة حرس السواحل الأمريكية فإن برمودا من أكثر المناطق ازدحامًا بالسفن وتجري على مياهه أكثر من ١٥٠ سفينة سنويًّا لا يغرق منها إلا عدد ضئيل جدًّا لم يتجاوز الست، فما معنى لادِّعاء وجود قوى أسطورية تخطف السفن وتسبي الركاب؟!
إن الكتب المؤلفة عن مثلث برمودا تتعمَّد تحريف رسائل الاستغاثة لتأخذ طابعًا مثيرًا؛ ففي كتاب مثلث برمودا” حُرفت إحدى الرسائل من “الآن خطير جدًّا” إلى “الآن الخطر يشبه الكابوس”، كما تصرُّ على تبرئة ظروف المناخ والجو من أي رياح أو عواصف خلال الأيام التي تغرق فيها السفن وتسقط الطائرات لتلتصق التهمة مباشرةً بالمثلث الحزين، وفضلًا عن ذلك نسبت الكثير من الحوادث إلى مثلث برمودا وهو منها براء، فالسفينة الألمانية “فريبا” التي ذُكِرَت في الكتاب غرقت في المحيط الهادئ بعيدًا جدًّا عن منطقة برمودا.
الفكرة من كتاب الإنسان الحائر بين العلم والخرافة
جاء في لسان العرب: الخُرافة الحديثُ الـمُسْتَمْلَحُ من الكذب وذكروا في قولهم: “حديثُ خُرافة” أنَّه رجل من بني عُذْرَةَ أَو جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على ألسُن الناس.
ولكل عصر خرافاته، غير أن خرافات العصر الحديث -وإن كانت لها جذور قديمة- تتخذ لبوس العلم، وتتشبَّع زورًا بروح منهجه، وساعد على رواجها طبيعة الإنسان الجانحة إلى الخيال وأجهزة الإعلام الباحثة عن الإثارة، ورغبة بعض الأذكياء الاشتهار أو التربُّح السريع على حساب جهل الدهماء من الناس، ويتناول هذا الكتاب بعض الخرافات الحديثة المنتشرة، مُقدِّمًا لها التفسير العلمي الصحيح بأسلوب مبسط.
مؤلف كتاب الإنسان الحائر بين العلم والخرافة
الدكتور عبد المحسن صالح: وُلد بمحافظة بني سويف في ٢٤ فبراير عام ١٩٢٨، وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام ١٩٥٠، ثم حصل على درجتي الماجستير عام والدكتوراه من الجامعة نفسها في علم الكائنات الدقيقة، وعمل أستاذًا لعلم الكائنات الدقيقة بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وكان عضوًا في جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية، وتُوفي بين كتبه وأبحاثه في غرة رمضان عام ١٩٨٦.
ومن مؤلفاته:
– التنبؤ العلمي ومستقبل الإنسان.
– مسكين عالم الذكور.
– الميكروبات والحياة.