الرجل المحيط واحتواؤه للمرأة البحر
الرجل المحيط واحتواؤه للمرأة البحر
إن الرجل المحيط هو الذي يتغافل عن عيوب زوجته، ويغضُّ الطرف عنها، ويقبل زوجته بكل ما فيها من حسنات وسيئات، فإن كره منها خلقًا، رضي منها آخر، فالرجل لا بد أن يدرك أن زوجته ليست ملاكًا، وأنها بشر تخطئ وتصيب، كما يجب أن يشعر بمكانة زوجته، ويقدِّر معاني العظمة في روحها وعقلها، ويمنحها ما تستحقه من احترام وتقدير، لأنه يعلم أن احترامه لزوجته دليل على احترامه لنفسه، كونها جزءًا منه، وأم أولاده، وحامية عرضه، وسكن روحه، كما أن هذا الاحترام يؤدي إلى شعور الزوجة بالثقة في نفسها، وشعورها بأهميتها في عين زوجها، كما أن له دافعًا آخر في غاية الأهمية، وهو أن يحترمها أولادها، لأن منشأ احترام الأولاد للأم نابع من تقدير الزوج لها واحترامها أمامهم.
كما يجب ألا يظلم الرجل زوجته، أو ينزلق إلى العنف والقسوة والضرب، فيجعل من زوجته مربية أبنائه وحافظة ماله وداره امرأة مهانة، فإن شدة الإهانة والقسوة تبعث في نفس المرأة أنها إنسانة سيئة معدومة الكرامة، فيقرِّبها بذلك إلى الفاحشة، والانزلاق في مستنقع الخطيئة من حيث لا يدري، لذلك على الرجل أن يجعل مقياس تعامله مع زوجته هو قول النبي (صلى الله عليه وسلم): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
كما يجب أن يراعي الرجل مشاعر زوجته، وألا يعيب في خلقتها، أو شكلها، كما يجب ألا يهدِّد الزوج زوجته “بالتعدُّد”، لأنه بذلك يسدُّ أمامها خط الرجعة ويصعب عليها الاعتذار عما بدر منها، فيجب أن يمهِّد لها طريق التراجع ويحفظ لها كبرياءها، كما يجب ألا يعيب الرجل طعامًا أعدَّته زوجته بنفسها أو يسخر من أي مجهودٍ قامت به، لأن كل ما تقوم به من مجهود وتعب يستحق الشكر والإشادة.
كما يجب أن يعفَّ الرجل لسانه عن الشتائم، لأن الكلمة الطيبة صدقة، وأولى الناس بالكلمة الطيبة الزوجة، وبالتالي عليه أن يطرب أذنيها بجميل العبارات، وحلو الألفاظ، فإن ذلك ما يتساوى فيه الغني والفقير، ولا عذر للرجل في ذلك، فإن لم تكن تملك مالًا لتشتري لها هدية، فيكفي أن تتصدَّق عليها بالكلمة الطيبة، فكل ما يضعه الرجل في أذن زوجته من كلام حسن هو عبادة إن احتسبها لوجه الله، كما يجب ألا يفوت الرجل أن يقوم بتدليل اسم زوجته، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) ينادي السيدة عائشة (رضي الله عنها) قائلًا: “يا عائش”.
الفكرة من كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
يعرض لنا الكتاب الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها كلٌّ من الرجل والمرأة، وما يجب أن يكون عليه كلٌّ منهما في العلاقة الزوجية وفق المنطق الإسلامي، إذ يرى أنه بسبب دخول الفكر المادي الذي يتجاهل دور الدين وبسبب وساوس الشياطين، وكذلك الفكر العلماني الفاسد على الأسرة العربية، وخداع الزوجة أن احتياجها إلى الزوج هو احتياج مالي فقط، وليس احتياجًا إلى السكينة والراحة وهدوء البال والمودة والسكنى، فإن عقول بعض النساء قد تسمَّمت، وأدَّت تلك الأفكار الفاسدة إلى انتشار العزوبية بين الشباب، وشاع الطلاق والانفصال، وانعدم الاستقرار في الأسرة، وبالتالي فإن الكاتب يبيِّن في هذا الكتاب الكيفية التي يجب أن تتعامل بها الزوجة مع زوجها، إلى جانب توضيح ما يجب أن يتعامل به الزوج مع زوجته، مستندًا في ذلك إلى القرآن الكريم والحديث الشريف، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع زوجاته.
مؤلف كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
عبد الله بن محمد الداوود: كاتب إسلامي وداعية سعودي مولود في الرياض بالمملكة العربية السعودية، درس في جامعة الملك سعود، من مؤلفاته:
متعة الحديث 1، و2.
هل يكذب التاريخ؟
الغيرة ومذابح الأعراض.