نظرة عامة
ما بين الجزع مما آل إليه الواقع وبين إقبال الناس على المنكرات والطرح الفاسد، يجب ألا نغفل عن أن المقبلين على الخير كثيرون، وأن أدواته أكثر تمكنًا وقبولًا، فلا يحصر المؤمن نفسه في اليأس، وأكثر ما يحصل ذلك إنما يكون ممن لم ينخرط في الدعوة وهو يرى الموقف من الخارج وحسب فيفتن بما لدى الفريق الآخر من الدنيا، بينما العاملون الذين أخذوا الخطوات بالفعل ورأوا المقبلين الصادقين وإن كانوا أقل عددًا، فهم يقدِّرون ما يصنعون، ويرون ثمرته، ويسعون لزيادة أثرهم، لذا لا تدعنا نبكِ على ما ألمَّ بنا من نكبات وتأخُّر، وهيا نرى مظاهر “إسلامية هذا القرن”، ونضع الآليات للعمل، فنحن بحاجة إلى توصيف ما نمر به وبيان السنن الكونية الواقعة فينا، دون أن نغيِّب الأساليب العصرية لقراءة هذه السنن.
وملامح التخلف الذي نعيشه تتلخَّص في التخلُّف القيمي، إذ انحطَّت الأخلاقيات وشاعت الفاحشة والمفاسد، والتخلف التقني، فتمويل الأبحاث العلمية في عالمنا العربي مُزرٍ، حتى إننا لنستورد ما نقيم به شعائرنا وعباداتنا حتى سجادة الصلاة.
والنوع الثالث هو التخلف المعرفي، إذ نرى في معدلات قراءة الشباب اليوم كارثة، إذ تفيد الإحصائيات العالمية أن معدل قراءة الفرد في البلاد العربية خمس ساعات في السنة، وعلاج ذلك في التعبئة النفسية وشحن النفوس بالعزة بدينها، وإبراز المشاريع العملية والعمل الميداني المخطط له، وتوفير القدوات العملية للشباب وإبرازهم وتكريمهم، وإرسال الشباب في بعثات لدى المؤسسات المتقنة الناجحة، بالإضافة إلى الأصالة المنهجية.
الفكرة من كتاب خطوات نحو التجديد
إن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى طريقه، هي أعلى ما قد يطمح إليه المرء، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
وفي ظل التغيرات والمستجدات المتسارعة التي يعيشها جيل اليوم، ويلمسها كل المنشغلين بالفكر والدعوة، يرى الكاتب أن من المهم والصحي أن نتشارك همومنا وأسئلتنا لنعي الحاضر ونستعد للمستقبل والعمل له، وعرض أفكاره عن مشكلات المفكرين والدعاة على قسمين؛ تجديد الوعي، وتجديد الدعوة.
مؤلف كتاب خطوات نحو التجديد
علي بن حمزة العمري، داعية سعودي، ولد عام 1973م، حاصل على دكتوراه في الفقه المقارن، وماجستير في أصول الفقه، رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس مجلس إدارة مركز فورشباب للدراسات والبحوث والتطوير، حاصل على لقب سفير السياحة العربية، ألف أكثر من ٧٠ كتابًا، وله العديد من البرامج الفضائية.
ومن مؤلفاته:
مشكلات وحلول في حياة الشباب.
سلفي في كافيه.
النقد الدعوي مراجعة لا رجوع.
الصحة الإيمانية.