عملية صنع القرار بين العاطفة والتفكير
عملية صنع القرار بين العاطفة والتفكير
بالرغم من أن القرار يأتي من التفكير، ولكنَّ للعاطفة دورًا وتأثيرًا عميقًا في توجيه القرار وصنعه. وقد لا يتم إدراك ذلك لكون العاطفة مرتبطة بأمور وحوداث في الماضي وانمحى الحدث من الذاكرة؛ لكن الشعور والعاطفة ما زالت باقية وقد لا تدرك ذلك كونه مخزنًا في اللاوعي، وهذا ما يحدث مع العلامات التجارية والمنتجات، فقد تعتقد أن لديك قرارًا منطقيًّا وعقلانيًّا في اختيار علامة ومنتج معين، لكن العاطفة لديها مؤثر قوي وكبير وأنت غير مدرك لذلك وتلك تعرف بـ “الواسمات الجسدية”.
ويضرب روبرت هيث مثال الطفل الصغير الذي يسير وسط شارعٍ مزدحم مع والدته، وهو يعبر الطريق، تُشدِّده والدته على أهمية النظر إلى كِلا الاتجاهين للتأكد من عدم قدوم أي سيارة. وهو يُصغِي لها ويتذكر ما تقوله له، لكنها لم تترك الانطباع القوي لديه، وتمر الأيام ليكبر وينسَى أن ينظر إلى الطريق وهو يعبره مثلما كان يفعل، ولا يلاحظ اقتراب سيارة منه. ولكن يعلو صوت بوق السيارة بشدة لتتوقف على مقربة شديدة منه، فيقفز وتضطرب مشاعره بشدة، وتتملَّكك حالةٌ من الرعب، ويتصبَّب عرقًا ليعود مسرعًا إلى الرصيف. تواصل السيارة سيرها، وبعد مدة ينسَى هذا الحادث، ويعود كل شيء إلى طبيعته على ما يبدو.
لكن المشاعر المصاحبة لهذا الحادث أصبحت مثل الوسم الذي سيجعله ينتبه للطريق بدقة دون أن يكون واعيًا بأنه يفعل ذلك.
فالوسم يجعلنا نتحيز نحو شعور ما لا نتذكر ما مصدره وحقيقته، وقد لا ندرك أحيانًا بأن شعورنا هو الموجه لنا بل نعتقد أنه قرار عقلاني.
الفكرة من كتاب إغواء العقل الباطن
تهدف الإعلانات دائمًا إلى إبقائنا على صلة مستمرة بالمنتجات والأفكار الجديدة. وأحيانًا تقدّم الحملات الإعلانية نوعًا من الترفيه، لكن ما يقلقنا هو أن الإعلانات يمكن أن تتسلّل إلينا «خفيةً» بطريقة غير مباشرة، وقد تؤثر فينا دون دراية منا؛ ولهذا السبب نتجاهلها، لكنّ هذا التجاهل يمكن أن يمنح الإعلانات مزيدًا من القوة.
في هذا الكتاب، يكشف لنا د. روبرت هيث حقيقة أن الطريقة التي نتعامل بها مع الإعلانات على المستويين- الواعي واللاواعي- يمكن أن تؤدي إلى زيادة تأثيرها في عواطفنا التي تعدُّ الدافع الأساسي وراء قراراتنا وعلاقاتنا. كما يكشف لنا الكاتب بمزيد من التفاصيل عن طبيعة عالم الدعاية والإعلان الجديد الجريء.
مؤلف كتاب إغواء العقل الباطن
روبرت هيث، محاضر أول في مجال الإعلان بكلية الإدارة بجامعة باث، وعضو مجلس إدارة مشروع وارتون لمستقبل الإعلان العالمي.
في عام 2001 طوّر نموذج معالجة الاهتمام المنخفض، وبعد ذلك نشر الدراسة الأكثر مبيعًا “القوة الخفية للإعلان”.
حصل بحثه المنشور على جوائز كبرى، بما في ذلك الجائزة المزدوجة لجوائز MRS David Winton وISBA.