تعامل الرجل والمرأة مع الأمور الكبيرة والصغيرة
تعامل الرجل والمرأة مع الأمور الكبيرة والصغيرة
إن طريقة حساب الأعمال تختلف بين الرجل والمرأة، فالرجل بطبيعته يميل إلى إنجاز العمل الواحد الكبير مهملًا الأعمال الصغيرة، لاعتقاده أن الأمر الكبير يعفيه من إنجاز الأمور البسيطة الصغيرة، بينما المرأة بطبيعتها ترى العمل الكبير والصغير متساويين، فالرجل عندما يريد أن يسعد زوجته ويعبر عن اهتمامه وحبه لها فإنه يلجأ -في العادة- إلى التركيز على الأمور التي يرى أنها “كبيرة”، فإذا اشترى الرجل لزوجته شيئًا ذا قيمة كبيرة وتطلّب منه الكثير من الوقت والجهد، فإنه يعتقد بذلك أنه قدم لزوجته خدمة كبيرة، بينما إذا فعل أمرًا صغيرًا كأن يشتري لها وردة أو يتصل بها هاتفيًّا للاطمئنان عليها، فإنه لا يشعر أنه قدم الكثير لها.
ومن هنا تنشأ الخلافات والمشكلات بين الطرفين بسبب اعتقاد الرجل أن فعله الأمر الكبير معناه أنه قدم الكثير لزوجته، بينما المرأة ترى أن هذا الأمر الكبير يساوي اتصاله بها هاتفيًّا ليطمئن عليها، فهي لا تقسم الأمور إلى كبيرة وصغيرة، بل إن الاثنين عندها متساويين، يوجب كل عمل منهما درجة واحدة فقط، في الوقت الذي يعتقد الرجل أنهبالعمل الكبير قد حصل على عشرات الدرجات، وأنه لو فعل الأمر الصغير البسيط فسوف يحصل على درجة واحدة فقط، فيتفاجأ أن رصيده عند زوجته أقل بكثير مما كان يتوقع، فيشعر بخيبة الأمل والإحباط.
وبناءً على ذلك إذا أدرك الرجل والمرأة أن طريقتهما في التعاطي مع الأمور وحساباتهما للأعمال مختلفة، فإن كثيرًا من المشكلات الناتجة عن عدم فهم طبيعة الآخر سوف تقل، وبالتالي على الزوجة أن تقدِّر زوجها على فعله للعمل الكبير وتشكره ولا تبخسه، كما يجب على الزوج أن يؤدي الأعمال الصغيرة البسيطة ويعرف أن هناك طرقًا كثيرة أبسط من الإنجازات الضخمة تؤدي إلى قلب زوجته، تلك الأعمال تسعدها وترفع من رصيده في قلبها، كأن يقول لها أحبك عدة مرات في اليوم، وأن يحتضنها عند عودته إلى المنزل، وأن يقبِّل يدها بعد كل وجبة طعام تعدُّها، وغير ذلك من الأمور الكثيرة البسيطة في نظره؛ الكبيرة في نظر زوجته.
الفكرة من كتاب التفاهم في الحياة الزوجيةالتفاهم في الحياة الزوجية
إن الزواج يمكن أن يخدم الرجال والنساء معًا في حال وجِد التفاهم بين الزوجين، ولكي يطرح الزواج ثماره وتُرى نتائجه فلا بد من الصبر والمثابرة والجهد، كما أنه نتيجة كون الزواج عضوًا حيًّا، فلا بد من رعايته وتغذيته وتنميته والعناية به وحمايته، فهذا الكتاب للذين يؤمنون بالزواج وعندهم الرغبة في تعلم أشياء جديدة تلطِّف من الحياة الزوجية وتزيد من الاستمتاع بها، فإذا وجد تفاهم بين الزوجين قائم على فهم كل طرف لطبيعة الطرف الآخر، فلا ريب أن كلًّا منهما سيجد في الزواج السعادة والطمأنينة والأمان وراحة البال التي لن يجدها في أي شيء آخر، فعندما ينعم الزوج وزوجته بالسعادة الزوجية، يستطيعان أن يواجها جميع أنواع مشكلات وصعوبات الحياة، وبالتالي فالمهمة التي تنتظر الزوجين في الزواج المعاصر هي تحقيق احترام الخصائص المميزة لكل منها، تلك الخصائص التي تحافظ على الاختلاف بين الزوجين مع تحقيق التكامل فيما بينهما.
مؤلف كتاب التفاهم في الحياة الزوجية
الدكتور مأمون مبَيّض: هو استشاري ومتخصص في الطب النفسي، تخرج في كلية الطب جامعة دمشق، تخصص في الطب النفسي في بريطانيا وأيرلندا، كما عمل هناك لمدة 30 عامًا مع وزارة الصحة البريطانية، وحاضر في جامعة “الملكة”، وقد أسهم في تأسيس مركز دعم الصحة السلوكية، وهو مدير إدارة الخدمات العلاجية والتأهيلية، له نحو 12 كتابًا عن الصحة النفسية وتربية الأبناء والعلاقة الزوجية، وغيرها. ومن كتبه: “الذكاء العاطفي والصحة العاطفية”، و”أولادنا من الطفولة إلى الشباب”، و”المرشد في الأمراض النفسية والاضطرابات”.