الغذاء في المقدمة
الغذاء في المقدمة
إن العلاج بمفهوم الطب الحيوي يتمحور في نقطتين؛ الأولى هي التخلص من العوامل البيئية الضارة التي يتعرض لها الشخص المصاب، والنقطة الثانية هي تصحيح مسار العمليات الحيوية، والتخلص من تراكمات السموم والمواد الضارة وتقوية صحة المريض عمومًا، وذلك يلخص في عبارة: “استعادة الجسم قدراته الطبيعية”.
ويعتمد علاج الروماتيزم في معظم عيادات أوروبا -حيث نشأ وتمركز- على ست خطوات رئيسة تندرج تحت كل خطوة تفاصيل تقوم عليها وتحتاج من الجرأة والعزم الكثير، لكن أهم ما يجب الإشارة إليه كمفتاح لنجاح الخطة العلاجية هو ثقة المريض ونظرته الإيجابية لما يقدم له من رعاية واهتمام.
تكمن الخطوة الأولى في برنامجنا العلاجي بالتوقف عن تعاطي أي دواء كيميائي، فكما ذكرنا أن جميع أدوية الروماتيزم مؤقتة المفعول ولا تعالج المرض نفسه، ولها من الأضرار ما لها، لذا نحسبها سمومًا تنهش الجسم كلما مر الوقت، وعلى المريض حينها النظر إلى أعراضه من تورم وصعوبة الحركة وارتفاع الحرارة على أنها إشارات جيدة تعني أن جسده يعيد إصلاح نفسه ومقاومة المرض.
وتأتي الخطوة الثانية في الالتزام بنظام غذائي، والابتعاد عن الأغذية المعلبة والمجمدة والمحفوظة أو حتى الطعام المطبوخ بشدة، وعدم تناول سعرات حرارية مرتفعة التي تحوي سكرًا ودقيقًا، وينصح باتباع نظام غذائي لا يتناول المريض فيه إلا الفاكهة والخضراوات النيئة واللبن الطبيعي أول أسبوعين إلى أربعة بهدف تنظيف الجسد.
ثم الصيام كخطوة ثالثة رئيسة لا غنى عنها، فعندما يمرض الجسد تنخفض معدلات العمليات الحيوية ونشاط الغدد وتقل كفاءة الأعضاء، مما يخلف مواد ضارة تترسب بالأنسجة، وفي حال ارتفاع ضغط الدم تترسب المخلفات الضارة في جدران الشرايين، وتسمى تلك العملية بالتسمم الذاتي، ويؤدي الصيام إلى تنشيط الجهاز العصبي وحفظ التوازن الهرموني، كما يجعل الجسم يهضم أنسجته التالفة والضارة كالدهون والخراج والخلايا السرطانية بعيدًا عن الأعضاء الحيوية السليمة، وتتسبب تلك الحالة في إحداث تغير كيميائي يسمى: “التآكل الذاتي”، والدليل هو لون البول الداكن وكثرة كمية الفضلات في أثناء الصيام نتيجة تخلص الجسم من السموم.
الفكرة من كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
يسلك الطب الكلاسيكي منهاجًا يقوم على العقار الكيميائي والمشرط الجراحي، لكنه لم يفلح في مداواة كثير من أمراض العصر، مما استدعى ظهور مدرسة طبية حديثة تعتنق مسلكًا مختلفًا كل الاختلاف عن نظيرها الحالي أطلق عليها: مدرسة الطب البيولوجي أو الحيوي، حيث تنظر إلى الأمراض على أنها من صنع الإنسان؛ نتيجة عاداته الخاطئة وسلوكياته المدمرة للطبيعة السليمة، لذا فإن عملية التشفي تعتمد بصورة أساسية على عودة الأشياء إلى حالتها الطبيعية بطرق خالية من التدخل الصناعي، وفي ذلك ما قاله الطبيب اليوناني أبقراط: “ليكن غذاؤك دواءك، وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه”.
وفي هذا الكتاب جاء المؤلف يستعرض مذهبه المستحدث في أوروبا كونه طبيبًا بشريًّا ومختصًّا في الطب الحيوي معًا، لذا فهو من خيرة المتحدثين بلغة العلم، مقدمًا بذلك بارقة أمل للذين أشقاهم مرض الروماتيزم دون جدوى من العلاج.
مؤلف كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
د. أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، ومختص في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها: “دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية”، و”الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر”، و”هل تعاني من ألم الظهر؟”، و”خطر يهدد صحتنا اسمه: ارتفاع الكوليسترول”.