العظام والمفاصل
العظام والمفاصل
للعظام ومفاصل الجسم نصيب من الذكر لم يغفل عنه المؤلف، فلعلاج آلامهما والتهاباتهما يُنصح بدهن الفاصل بزيت الصندل مضافًا إليه دهن الزنبق، كما يمكن أخذ نبات الضريع -نبات بحري ينمو على الشواطئ- وطبخه في ماء غزير، يسمح للمريض بالجلوس فيه مما سيسهم في تخفيف الألم.
ويعد المغناطيس مفيدًا للروماتيزم، ولملاحظة تأثيره يتم تعليقه على الظهر أو الصدر أو في الأيدي وقرب الأرجل، أما الوصفة المجربة من قبل الكاتب فهي دق الثوم بعد تقشيره ثم يعجن مع مقدار متساوٍ من الحلبة الناعمة وزيت الزيتون، وتستخدم هذه الوصفة على أماكن الألم من المساء حتى الصباح، كذلك وصفة يتم فيها غلي لحاء الصفصاف وشربه صباحًا ومساءً.
ولحل مشكلة ضعف العظام يُنصح بشرب لبن الإبل محلى بعسل كل صباح مدة شهر، أو الإكثار من أكل البيض المطهو مع البصل والثوم، في حين أن لين العظام يُعالج بشرب لبن النوق مدة أربعين يومًا، ويمكن دهن زيت البنفسج مع شرب زهرة البنفسج المغلية مع الشعير والحبة السوداء ثلاث مرات يوميًّا أو عجن زيت الزيتون مع طحين “الحلبة والشعير والجرجير” ويوضع المعجون قبل النوم، أما الكسور فإن الجبيرة العادية تؤخر التئام العظام حين تضغط على الجلد، لذا نظيرتها الشعبية أسلم وأفضل، فاستخدامها يكون مع الحرص على تناول شوربة العدس بالبيض، حتى إذا نُزعت الجبيرة فيجب دهن زيت الزيتون مساءً على موضع الكسر.
النقرس كما نعلم داء الملوك الذي يسكن المفاصل فينزعها صحتها مسببًا ضررًا صعبًا، وجاء في علاج هذا الألم أن يدلك موضعه بزيت زهر الأقحوان مساءً، ومما أشير إلى أنه مجرب وصفتان؛ الأولى عبارة عن عصير ثوم مضاف إليه حلبة ناعمة حتى يصبح كمعجون يوضع في المساء قبل النوم حتى الصباح ثم يدلك بعد ذلك بزيت الزيتون، تكرر الوصفة مدة أسبوع، أما الوصفة الثانية فهي أخذ أوراق السرخس الذكر ثم تقطع وتوضع في لفافة على المكان المصاب من المساء حتى الصباح مدة أسبوع، فيبرأ المريض بعدها بإذن الله.
الفكرة من كتاب من كنوز الطب العربي
“ما من داء إلا وخلق الله له دواء”.. عبارة اعتدنا ترديدها فشهدنا على إثرها ابتكار العلاجات المختلفة منها المصنَع والطبيعي، وليس هذا بحديث، فقد اكتشف الإنسان العلاج النباتي بهداية من الله منذ الأزل، ويروى في ذلك أن آدم (عليه السلام) حين هبط على جبل الرهوان في الهند كان على علم بأسماء كل الأشياء ومنافعها وأسباب خلقها، فوجد في الأرض علاج كل ما ألم به من مرض أو أصابه في حادث، وتلك إذًا بداية قصة البشرية مع التداوي.
لكن عجلة بني آدم وتفَلْسُف عقولهم واختلال رشدهم ثم انحرافهم عن فطرة الله أظهرت أمراضًا لم تكن موجودة وأدخلتهم في صراعات للنجاة، وظل ما وصلوا إليه من حداثة في الطب وفروعه عاجزًا عن شفاء كل الحالات، فضلًا عن الآثار الجانبية المهلكة للجراحات والعلاجات الكيميائية، لذا يرى الكاتب أن طب الأجداد فيه من الكنوز المدفونة ما يعين على الشفاء الآمن، فجاء مستعرضًا الدواء لأكثر الحالات شيوعًا كأمراض العظام والمفاصل والجهاز الهضمي، ومشكلات الشعر وغيرها، وقد استخلصها من كتب الطب العربي العتيقة لعمالقة المجال من أمثال ابن سيناء وابن قيم الجوزية وابن البيطار والسيوطي.
مؤلف كتاب من كنوز الطب العربي
الشيخ أبو الفداء محمد عزت محمد عارف: كاتب إسلامي وخبير التداوي بالطب النبوي والأعشاب، تقلد الشيخ منصب رئيس الجمعية الدولية للطب النبوي الشريف ومنصب رئيس الجمعية المصرية للطب التكميلي، إضافةً إلى كونه مؤسس وعميد المعهد العربي للطب النبوي وعلوم الأعشاب بالشارقة.
له من المؤلفات ما يزيد على واحد وثمانين كتابًا في مختلف المجالات، منها:
نهاية اليهود.
الألف حكمة.
لطائف وطرائف.
معجزات الشفاء.
تصحيح البيان بلغة القرآن.