هل يحدثُ الانقراضُ ببطءٍ أم بسرعة؟
هل يحدثُ الانقراضُ ببطءٍ أم بسرعة؟
مفهومُ تناقصِ الكائناتِ إلى حدِّ الاختفاءِ عن الوجودِ مفهومٌ جديد، فقديمًا كنا نظنُّ أنَّ جميعَ الكائناتِ ستظلُّ في توازنٍ وحدها، ولكن النظرياتِ تغيَّرت عبر القرونِ المختلفةِ، بسببِ ظهورِ معلوماتٍ جديدة.
عالِمُ التاريخِ الطبيعي الفرنسي “جورج كوفييه” افترَضَ إمكانيةَ حدوثِ انقراضٍ جماعيٍّ، إذا ما وقعت تغيراتٌ بيئيةٌ هائلة، وعارَضَ عالِم الجيولوجيا البريطاني “تشارلز لايل” هذه الفرضية، فتوقَّعَ تفاوتَ معدلاتِ تسارعِ أو بطءِ الانقراضِ، طبقًا لتسارُعِ أو بطءِ التغيرات البيئية.
وفي عامِ ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانين؛ اكتشفَ عالِمُ الجيولوجيا “والتر الفاريز” معلوماتٍ جديدةً بعدما اكتشَفَ طبقةً أرضيةً، متطابقةً مع “العصر الطباشيري” الذي انتهى منذ ستةٍ وستينَ مليونَ عام.
“والتر” وجدَ مادةَ الإريديوم النادرةُ الوجودِ في كوكبِ الأرضِ، المنتشرةُ في النيازك؛ فوضعَ افتراضًا أسماه “نظرية الارتطام”؛ يُفسرُ به الانقراضَ الكاملَ للديناصورات، حيثُ اصطدَمَ نيزكٌ طولُهُ عشرَةَ كيلومتراتٍ بالأرضِ؛ مما بعثَر الكثيرَ من الغبارِ الذي حجَبَ الشمسَ وأدى إلى تغيُّرٍ مُناخيٍّ كارثيٍّ، قضى على أنواعٍ متعددةٍ من الديناصورات.
طبقًا للأبحاثِ الحاليَّة، الحوادثُ الأربعةٌ للانقراضات الأخرى كانت بسببِ تغيراتٍ مناخيةٍ أيضًا؛ كنتيجةِ تبدُّلِ محورِ دورانِ الأرضِ؛ بفِعل قوَّةِ جذبِ الكواكِبِ في المجموعة الشمسية.
الفكرة من كتاب الانقراضُ السادس
شهِد عالمُنا خمسَ حوادثَ انقراضٍ كارثية، أطلق عليها العلماءُ اسم “الخمسُ الكِبار”.
اختفاءُ الديناصورات؛ الذي وقعَ منذ أربعةٍ وستينَ مليونَ عامٍ – على سبيلِ المثال – يُعتبرُ حدثَ انقراضٍ واحدٍ من تلك الحوادث.
العلماءُ يعتقدونَ أننا بصددِ مقابلةِ انقراضٍ سادسٍ عظيم، ولكنَّ تلك المرَّةِ لن يكونَ مثلَ أيِّ انقراضٍ سابقٍ تسببت به كوارثٌ طبيعية؛ مثلُ النيازك والبراكين والزلازل.
يُرجِّحُ العلماءُ أن الإنسانَ هو من سيتسبّبُ فى هذا الانقراضِ المعروفِ بـ”انقراض الهولوسين”، وخُطى ذلك الانقراضِ تُسرِع بسببِ الثورةِ الصناعيةِ والتصحرِ وتغيرِ المُناخ، الأمورُ التي بدَّلت بيئةَ الحيواناتِ وزادت حَمْضيّةَ المحيطات؛ فتراجعت نسبُ التنوع ِالبَيُولوجيِّ إلى معدلاتٍ غيرِ مسبوقة.
ولكن ما زالَ هناك أمل، فنحنُ يمكنُنا قلبُ الطاولةِ وإعادةُ التوازنِ البيئي، بعدَ أن نتعرَّفَ على دورِ البشرِ الرئيسيِّ في إحداثِ الخللِ أولًا.
مؤلف كتاب الانقراضُ السادس
“إيلازبيث كولبيرت”: صحفيةٌ وكاتبةٌ أمريكية، لها العديدُ من المؤلَّفات؛ منها كتابُ “ملاحظاتٌ مَيدَانيةٌ من قلبِ الكارثة”، والذي تناولَ تأثيرَ تغيرِ المُناخ، وكتابُ “الانقراضُ السادس”، الذي حَصَلَ على جائزةِ “بوليتزر” عامَ ألفين وخمسةَ عشر، عن الأعمالِ غيرِ الروائيَّةِ العامة.