الأمر يحتاج إلى التسويق

لننتقل إلى بُعد التسويق، ونقصد هنا قدرتك على صياغة أفكارك وتوصيلها إلى المستمع بما يتناسب معه وبشكل سهل ومقنع، إذًا فكيف تبيع بضاعتك وتسوِّق أفكارك في وسط ذلك السوق المكتظ بالبضائع المختلفة، وكيف تخرج من معركة اختلاف الرأي دون جروح؟
إن أول ما يمكن فعله لاكتساب القدرة على التسويق هو انتقاء كلماتك وإخراجها في الوقت الملائم وإلا فالصمت، أما الخطوة الثانية فهي أن لا تقع في فخ “التعميم”، إياك أن تُعمِّم صفةً على فئةٍ كاملة أيًّا كان الأمر والهدف، ومِل إلى الإنصاف حتى مع الخصوم، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ﴾، وشنآن تعني عداوة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أما الخطوة التالية فتتمثَّل في تخفيف الحدة، ولعلَّنا نتذكَّر هنا لما اتهم الربيع المزني أحد الرواة في إحدى جلسات دراسته مع الإمام الشافعي قائلًا: “إنه كذاب”، وما كان من الشافعي حينها إلا أن رد عليه: “يا ربيع! اكسُ ألفاظك أحسنها، لا تقل: فلان كذاب، وقُل: حديثه ليس بشيء”، فالألفاظ القاسية تُنفِّر من حولك منك، والناس قد يديرون عقولهم وقلوبهم عنك لا بسبب سوء الفكرة، وإنما بسبب رداءة العرض.

كما يُنصح بأن تبدأ كلامك بطرح سؤال مثير، أو حكمة، أو بيت شعري، وما أفضل القصص والأمثلة التشبيهية في هذا الموضع، وأن تعتمد على مرونة الحوار الجاذب للفكرة، فهناك فرق كبير بين أن تقول: “التأمين على الأرواح حرام ومن يفعله آثم”، وبين أن تقول: “أنا لا أطمئن إلى التأمين، وأتبنَّى الرأي القائل بحرمته”، فالذكاء يكمن في عدم تنفير الناس منا حتى يبدؤوا في تقبُّل ما نراه.

يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.

كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:

إلى حبيبين.

ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.

كم حياة ستعيش؟

امرأة من طراز خاص.