أهمية أن تكون ذكيًّا اجتماعيًّا
أهمية أن تكون ذكيًّا اجتماعيًّا
لعل أشمل تعريف للذكاء الاجتماعي يتمثل في أنه القدرة على التعامل مع الناس، والقدرة على إصدار الأحكام في المواقف، وتذكر الأسماء والوجوه وفهم حالة المتكلم النفسية، بالإضافة إلى روح المرح والمداعبة المتزنة، وبناء العلاقات الناجحة وإبداء التعاطف الملائم تجاه الآخرين، وأخيرًا التمكُّن من إدارة الخلاف دون خسائر، فراحة المرء وضمان صحته النفسية في حياته ترتبط ارتباطًا شديدًا بنجاحه الاجتماعي بدءًا من النجاح الأسري -بين الزوج والزوجة- مرورًا بالنجاح المهني مع الزملاء وما إلى ذلك.
ولا يفهم المرءُ أمرًا إلا حين يرى ما هو ضده، ولهذا يتوجَّب علينا الحديث عن الغباء الاجتماعي، وهو ما يظهر في الشخص الذي ينشغل بمعاناته الشخصية وينتظر ممن حوله مراعاة ما هو فيه دون تقديم مقابل، فهو الذي لا يمانع رفع صوت الموسيقي في سيارته أو منزله دون الانتباه لراحة الآخرين وإمكانية تأذيهم، وهو الذي يسفِّه من إنجازات الآخرين، وقد تُفاجأ أنه قد يكون حسن النوايا لكنه لا يستطيع انتقاء كلماته، وآخر ينظر إلى الوقاحة على أنها صراحة!
وهناك أبعاد للذكاء الاجتماعي، وأولها الاستشعار، ويعني أنْ تذكر أنَّ أي تواصل إنساني يكون وفق سياقٍ ما، فهناك السياق المكاني، إذ نجد أماكن تتطلَّب تحفظًا وأخرى يكون التحفُّظ فيها ثقيلًا، حتى أن الإمام الشافعي يقول: “الوقار في النزهة سخف”، ويعني أنه من السخافة أن نتحفَّظ في مكان يدعو سياقه إلى التبسُّط والتماهي، فما يصلح في الأسواق نراه قد لا يصلح في المسجد، وهناك أيضًا “السياق السلوكي”، والذي يعني القواعد التي تنظم طبيعة التعامل يبنك وبين أفراد المجتمع، فمثلًا تصرُّف كوضع القدم على الأخرى أثناء الحديث نراه في مجتمعنا غير لائق، في حين تراه مجتمعات أخرى أمرًا عاديًّا.
الفكرة من كتاب اصنع لنفسك ماركة
يقولون إن المرء اجتماعيٌّ بطبعه، لكننا نشكِّك في ذلك نظرًا إلى ما نصف به أنفسنا من بعض الانطواء أو عدم استطاعة فتح الحوار وتوصيل الرأي والفكرة، وامتلاك تلك الكاريزما التي تلفت انتباه السامعين، والفردُ منا مهما اختلف مجال عمله وبيئته فهو في حاجة دائمة إلى أن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا، يعرف كيف يتحدث فيأسر القلب قبل الأذنين، ويستثمر في الناس ويُدخل فكرته معتمدًا على استراتيجية بدأها رجلٌ فضمن استمرار دعوته، وهذا الرجل هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهنا نعرف تلك الاستراتيجية.
مؤلف كتاب اصنع لنفسك ماركة
كريم الشاذلي: هو مؤلف ومحاضر في التنمية الذاتية، ومدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، حاصل على درجة البكالوريوس في الإعلام بجامعة القاهرة، وتُرجمت كتبه إلى عدة لغات كالإندونيسية والماليزية والكردية، ومن أبرز مؤلفاته:
إلى حبيبين.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.
كم حياة ستعيش؟
امرأة من طراز خاص.