بعض أنواع الصقور
بعض أنواع الصقور
عائلة الصقور كغيرها من عوائل الحيوانات يندرج تحتها أنواع كثيرة، ويصل عددها إلى ستين نوعًا، ورغم اختلاط اسمها على الناس مع النسور لكنها بعيدة كل البعد عن تلك الطيور، بل يقول العلماء إنها أقرب إلى البومة، وعلى العموم فإن هذا العدد الضخم لأنواع الصقور يقسم لأربع مجموعات فرعية يختصُّ الكتاب بدراسة مجموعة منها، وهي: “الصقور كبيرة الحجم”، وتنقسم تلك المجموعة بشكل أساسي إلى مجموعتين: صقور الشاهين وصقور الصحراء، حيث تجمعهما صفات مشتركة كسواد العيون والسرعة الكبيرة في الصيد والمهارة منقطعة النظير، ويلتقيان مع غيرهما من الجوارح في بعض الخصائص العامة ككبر حجم الأنثى مقارنةً بالذكر الذي يصغرها بمقدار الثلث تقريبًا، ويوجد في أستراليا صقور كبيرة الحجم لا يمكن تصنيفها تحت أيٍّ من المجموعتين السابقتين مثل الصقر الأسود إف سبنجر والصقر الرمادي.
“Peregrine” هو صقر متناسق الشكل شديد الإبهار، امتاز بالجرأة والبراعة حتى قيل فيه إنه أرقى أنواع الطيور وأكثرها نبلًا وأبرعها مهارة في الصيد، لذلك أصبح طائرًا أرستقراطيًّا، يُسمى في البلاد العربية وإيران بصقر “الشاهين”، وشاهين في اللغة الفارسية تعني “الإمبراطور”، وفوق ما ذكر فإنه يوجد في جميع القارات تقريبًا باستثناء القطب الشمالي وأيسلندا وبعض الجزر، ويعد هذا نجاحًا كبيرًا لطائر على التكيف والانتشار.
أما صقر الصحراء فهو أكبر الصقور حجمًا على الإطلاق ويندرج تحت سلالته عدد من الأنواع مثل الجيرفالكون، وهو طائر كبير الحجم له ريش سميك وكثيف في منطقة الصدر، ويغطي هذا الريش قدمي الطائر عند جلوسه، وتلك ضرورة تعينه على العيش في المناطق القطبية وشبه القطبية حيث تندر الفرائس ويتجمَّد الماء معظم أيام السنة، ويستخدم هذا النوع كهدايا لكبار الشخصيات، وقد اتخذت قيمتها كهدايا دبلوماسية وفي المفاوضات منذ القرن الحادي عشر وحتى الثامن عشر، وهناك نوع آخر من صقور الصحراء يسمى صقر الفالكوشيرج، وهو النوع الشائع لدى العرب والمفضَّل في الصيد خريفًا خلال موسم هجرته عبر جزيرة العرب إلى شرق أفريقيا.
الفكرة من كتاب الصقر
كتاب الصقر هو واحد من مجموعة كتب جمعتها سلسلة تتناول الحيوانات بشكل مفصَّل، أي إنه دراسة لكل ما يتعلق بالصقور من منظور تاريخي ومجتمعي وحتى رمزية استخدامه في السياسة وعبر الأزمان، فلطالما ارتبطت الصقور في أذهاننا بالصلادة والقوة كعلامة لا تستغني عنها الجيوش أو حتى المحاربين منذ عصور مضت، علاوة على كونها رمزًا للنبل والملوكية عند بعض الشعوب كأوروبا مثلًا، وقد اتخذ البعض من صيدها هواية لعلية القوم، وآخرون امتهنوا تدريبها وبيعها بهدف الاسترزاق، هذه الأنشطة تحاربها قوانين منظمات البيئة في الوقت الحالي لما سبَّبته من تهديدات بانقراض أنواع كاملة.
ولأجل حب البشر وتعلُّقهم بالصقور لم تغفل الكاتبة الحديث عن كينونة هذا الكائن جميل الشكل مهاب الهيئة عند الشعوب والثقافات ودوره في تراث الأمم ومعتقداتها وبخاصةٍ في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي، وكيف استحال ذلك مادة خصبة لنسج القصص والأساطير التي تداخلت مع الأدب والفنون.
مؤلف كتاب الصقر
هيلين ماكدونالد: عالمة الطبيعة وكاتبة وشاعرة ومؤرخة ورسامة من مواليد عام 1970م في المملكة المتحدة، عملت زميلة أبحاث في كلية جيسوس ، وفي أبحاث الطيور الجارحة وتدريب الصقور “صقارة” ومشاريع الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء أوراسيا، وهي عضو في قسم التاريخ وفلسفة العلوم بجامعة كامبريدج، كما سبَق لها العمل في عدد من منظَّمات حماية الصقور في بريطانيا والإمارات العربية المتحدة، لها من الأعمال:
H is for Hawk
Vesper Flights
Recovery: Vintage Minis
Through the Wire
Etruscan Reader I