أعيش مع وحش!
أعيش مع وحش!
بعد فترة من الخلافات ومن تكرار أي صفة سيئة في الشخص، تجده تحوَّل في نظر الطرف الآخر إلى وحش، فالمرأة التي تتكرَّر شكواها من كل شيء تجعل البيت لزوجها كالجحيم، تجعله ينفر من البيت الذي من المفترض أن يكون مكانًا للراحة بعد يوم طويل، فتجد الزوج يحمل هم البيت وهم الوجود فيه، ولكن الذنب كله لا يقع على عاتق المرأة، فهي ترى زوجها أيضًا في صورة سيئة، تراه في صورة الرجل الذي أهملها، وهجر الحوار معها حتى تحوَّلت إلى هذه الشخصية الشكاءة؛ لذلك كان الحل هو وجود مساحة آمنة للحوار الصادق الصريح.
الاختلافات أيضًا تجعلك ترى الطرف الآخر كالوحش، فأنت تأخذ تصرفاته وكأنها مقصودة لإغضابك، وكلٌّ منا يختلف عن الآخر من الناحية الفسيولوجية والشكلية والنفسية وحتى الكلامية، وأول هذه الاختلافات أن الرجل يميل إلى العزلة والصمت، والمرأة تميل إلى الثرثرة والكلام الكثير، فمثلًا عند تعرُّض المرأة لمشكلة فهي تتحدث فقط لتحاول أن تستوعب ما تعنيه المشكلة ولتخرج كتلة الغضب من داخلها، أما الرجل فلا يتحدث إلا عند ضرورة طلب المشورة وضرورة البحث عن حلول للمشكلة، عندما نفهم هذا الفرق ستعرف المرأة لماذا يصمت زوجها وأنه لا يكرهها وستحترم هذا الصمت، وهو أيضًا سيعرف كيف يتعامل مع كلامها ويستوعب مشاعرها عند الحديث.
ومن الاختلافات أيضًا أن المرأة تركز على التفاصيل الكثيرة وتستطيع عمل أكثر من مهمة في وقت واحد بينما الرجل لا يستطيع التركيز سوى في موضوع واحد، كما أن الرجل عملي جدًّا في طريقة حل المشكلات وينطوي على نفسه إلى حين إدراك الحل، أو يستعين بشخص واحد يثق في رجاحة عقله، بينما المرأة اجتماعية تبحث عن صحبة لتحكي لهم وتشاركهم جميعًا مشكلتها ليتحدثوا معها في كل وقت!
وحتى في مشاعر كلٍّ منهما أثناء التعرض لمشكلة نجد الرجل باردًا منغلقًا، ونجد المرأة مبالغة تهوِّل الأمور وكثيرة المشاعر، يمكن أن يكون الشيء الوحيد المشترك بينهما هو رغبة كلٍّ منهما في مديح الآخر له وتقديره لجميع الجهود التي قام بها، وهذا يشجعهما للقيام بالمزيد.
الفكرة من كتاب أسطورة الحب
في فترة وجود الإنسان الحجري القديم لم يكن الحب قد عُرِف بعد، وكان الكل يصارع من أجل البقاء فقط، والحياة بالنسبة للجميع هي صراع مع الوحوش من أجل قوت اليوم، فلا وجود للمشاعر ولا للمعاني الجميلة، كالوفاء والغيرة والصدق وغيرها، وعندما أدرك أحدهم معنى الحب أدرك أنه ما كان حيًّا قبله، وأنه وأخيرًا وجد معنًى لحياته، هناك من يفتقده عند غيابه، وهناك من يخاف عليه.
الحياة في وجود الحب أجبرت الإنسان أن ينأى بنفسه عن المخاطر والصراعات، وأن يلتفت إلى مفهوم الأسرة، وأن يصبح أكثر إنسانية وتحضرًا، وأن يرتقي خطوات على سلم التقدم الحضاري، ولو أن الإنسان لم يدرك هذه المعاني لعاش في صراعات وهمجية.
وفي هذا الكتاب يناقش الشاذلي معنى الحب والزواج من وجهة نظر الزوجة والزوج وكيفية التعامل معه والحفاظ عليه.
مؤلف كتاب أسطورة الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمَت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.