أنواع البشر
أنواع البشر
كل إنسان منَّا هو ناتج عن الجينات الوراثية ثم التربية ثم البيئة المحيطة والمواقف التي يمر بها وميوله ورغباته، وممكن أن يكون أكثر رقيًّا إذا تحكَّمت به إرادته ورغبته التطور، وكل هذا ينصهر معًا ليكون لنا نمط الشخصية، وقد نسأل أنفسنا ما فائدة معرفة نمط الشخصيات، وهو مهم جدًّا لمعرفة إذا كان الطرف الآخر يصلح ليكون شريكًا لنا، شريكًا في العمل أو في الزواج والبيت أو في الدراسة، على أساس ما يحمل من صفات قد تسهل أو تعوق العمل، أو حتى تزيد من ثقتك بنفسك أو تدفعك إلى الأرض، ومعرفة الشخصيات قد تؤثر في مستقبلك وفي طريقة تعاملك مع الناس.
ونبدأ بالشخصية الاضطهادية، وهي التي تجعل الحياة صعبة على كل من حولها، تجدها تعسر العمل، وتجده يؤخر أوراقك بقصد أو دون قصد نتيجة لتكوين الشخصية، وقد يصل الأمر إلى جنون العظمة والضلالات التي تدفعه إلى التقليل منك ليثبت أنه أعلى منك، ومن الشخصيات غير السوية أيضًا الشخصية شبه الفصامية، وهي شخصية متوهمة يتخيل صاحبها أشياء لم تحدث ويعيش فيها ويصدقها كأن يشعر أنه يمتلك قدرات خارقة، وجميع مشاعره وتحركاته غريبة غير المتعارف عليه من الناس، وحين يمرض جسده تظهر عليه جميع أعراض المرض العقلي، وأخطر شخصية هي الشخصية السيكوباتية التي يجعلك صاحبها تفقد الثقة بنفسك وبالآخرين ويشوِّه كل ما هو جميل، يفعل أشياء ضد الإنسانية، ويبتزُّ الناس، ويستلذُّ بآلامهم وأذيَّتهم دون سبب، وجميع هؤلاء الأشخاص وغيرهم يحتاجون إلى علاج من الطبيب النفسي، ولكنك قد تكون مضطرًّا إلى التعاون مع هذه الشخصيات إذا جمعكم عمل أو قرابة، لكن من الأسلم لك أن تتجنَّبهم وتبتعد عن المشادات الكلامية معهم أو تطلب مساعدة متخصص.
الفكرة من كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
قبل سؤال كيف تصبح عظيمًا؟ الأهم هو ما معنى العظمة؟ هل تقتصر على أن تُحدِث تغييرًا كبيرًا في الحياة؟ هل الشعارات التي تناديك أن تترك أثرًا في الحياة قبل أن تتركها، شعارات تنفعك أم تضرك؟ وما ذنب من خلقهم الله بقدرات متواضعة؟ هل سيفقدون جانب التميز؟ فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى، قال: كل ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبرَّه”،
وهذا ليس تقليلًا من شأن المتميزين، ولكنه تعظيم من شأن الضعيف، والحقيقة أن أكثرنا من الضعفاء لله، وقليل منا أعطاهم الله مميزات لينفعوا بها البشر.
وهذا الكتاب يعطينا أضواءً بسيطة للطريقة التي نكسب بها الحياة، ويكون كلٌّ منا عظيمًا بما أعطاه الله من مميزات، فيتحدث عن طريقة مواجهة الحياة، وكيفية فهم الناس، وكيف نحصل على مفاتيح النجاح.
مؤلف كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، رأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
وتوفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثين كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.