مصير إمبراطورية يُحدد بحاكمها
مصير إمبراطورية يُحدَّد بحاكمها
حاول ماركوس أوريليوس (161-180م) خلال فترة حكمه إقامة إقليم في مناطق ما بعد الدانوب، إلا أنه لم يستطع تحقيق ذلك بسبب مصرعه الذي أدى إلى حرب أهلية انتصر فيها سبتيموس سفيروس في ليون عام 197م والذي بدأ باستعادة النظام في الجيش والإمبراطورية وحقق تقدمًا عسكريًّا في الشرق مع بعض الإخفاقات في الغرب في بريطانيا، أما في مناطق الألب المهمة فقد استطاع كراكلا أخيرًا أن يهزم الألمان، لكن بالطبع كانت سلبية التوسُّع الروماني تكمن في زيادة هجمات القوى الخارجية، ففي عام 260م استطاع الفرس هزيمة الإمبراطور الروماني فاليريانوس وأسره.
كانت طريقة ممارسة السلطة تُحدَّد بشخصية الإمبراطور الحاكم، وهذا كان واضحًا في وحشية حكام مثل كاليغولا ونيرون وغيرهما، وهذا ما شجَّع على وجود الخصومات الداخلية والحروب الأهلية التي عُرِفت بها الإمبراطورية الرومانية، وتشير الكاتب إلى الأسرة الفلافية التي استطاعت الصعود إلى الحكم بعد انتصار فلافيوس وتنصيبه إمبراطورًا، وقد أكد تعلُّقه بالملكية وأعاد ترتيب النظام الإمبراطوري عام 69م، كما بنى المباني المكلِّفة والضخمة، وتولى من بعده خلفاؤه في الأسرة الملكية، ولكن مع فترة حكم دوميتيانوس دخلت الإمبراطورية في اضطراب جديد، وذلك بعد اغتياله ووصول طراخان عام 96م إلى الحكم، والذي يُعد أول سيناتور من الأقاليم يتولى منصب الإمبراطور.
تبع ذلك أدريانوس ثم أنطونين اللذان عُرفت فترتهما بالسِّلم والازدهار الروماني، ثم فترة ماركوس أوريليوس التي كانت صعبة نتيجة الوباء والغزوات المدمرة والحياة الاقتصادية الصعبة، لتبدأ بعد ذلك فترة أسرة سفيروس والتي توصف بالعصر الحديدي، إذ تم إعادة قوة السلطة وفاعليتها واستعادت الإمبراطورية ازدهارها بعض الشيء، ثم وصلت أسرة ماكسيمين التراسي للسلطة واعتُبر وصولها بداية اعتلاء الجنود منصب الأباطرة وانتشار الحروب الأهلية حتى إنه من عام 235م وحتى 284م لم يمُت أي إمبراطور في سريره!
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.