الفراغُ الوجوديُ بداخل البشر، وكيف يتم استغلاله
الفراغُ الوجوديُ بداخل البشر، وكيف يتم استغلاله
وَفقًا للأطباء النفسيين، فإن الشعورَ بالفراغِ وعدمَ وجودِ المعنى، هو أحدُ العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الانتحار والعُدْوَان والاكتئابِ وإدمانِ المُخَدِّرَات والكحول والجنس، وكلُ هذه الأمور، زادت بشكل كبير في القرن الماضي.
يمكننا أن نرى، كيف ساهمَ الإفتقارُ إلى الهدف أو المعنى، في عُدوانِ النظام النازي. اعتقدَ الكثيرُ من الناسِ في ألمانيا أنهم ليس لديهِم معنىً في الحياة، حتى ظهَرَ أُدولف هتلر. لقد قادَهُم هتلر إلى الاعتقاد بأنهم إذا تَبِعُوه، فسيجعل ألمانيا وشعبها عظيماً مرة أخرى.
للحصولِ على معنىً وهدفٍ، يلجأ الكثيرُ من الناسِ إلى القادة السياسيين. هذا يجعلُ من السهل التلاعبُ بهم، فسوف يُصدّقون كلَّ ما يُقالُ لهم، وسيفعلونَ كلَّ ما يُطلبُ منهم، كما كان الحالُ مع الناس في ألمانيا النازية. بسبب جاذبية هتلر ووعوده، تأثّرَ من حولَه به بشدة، وارتكبوا أكبرَ الأعمال الوحشيةِ في تاريخ البشرية.
كثيرٌ من الذين كانوا إلى جانب الفوهرر، لم يكونوا في الأصل أشرارًا. لقد فعلوا ذلك ببساطة، لملء الفراغ الذي شَعَرُوا به. فبدلاً من أن يبحثوا عن المعنى الحقيقي للحياة، اعتقدوا أن هتلر سيُحررُهُم من فراغهم.
الفكرة من كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
يوضِّحُ المؤلفُ “فيكتور فرانكل”، مؤسسُ نظريةِ العلاج بالمعنى، من خلال تجرِبةِ سِجْنِهِ بأحدِ مُعسكرات الاعتقالِ النازية، أنَ هدفَ الحياةِ هو ما يَفْصِلُ الإنسانَ عن الحيوانات، وأنّ هذا الهدفَ ليس مُرتبِطًا بالسعي وراء المتعة فقط، بل بإيجاد ما تحبُهُ والعيشِ من أجله. يُبيِّنُ الكاتب أيضًا، أنه لا يمكننا تجنبُ المعاناة، لكن يمكنُنَا اختيارُ كيفيةِ التعاملِ معها وإيجادِ معنىً لها.
مؤلف كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
فيكتور فرانكل أخصائي الأمراض العصبية، مولود في النمسا، ومؤسس مدرسة العلاج بالمعنى. بعد أن نجا من معسكرات الموت النازية، كتب العديد من الكتب حول كيفية العثور على معنى الحياة.