أطروحات دبلوماسية وقواعد منهجية
أطروحات دبلوماسية وقواعد منهجية
لا يقتصر الحديث عن العلم والدين على الرؤية الإيمانية والرؤية الإلحادية فحسب، ففي عام 2012 أدلى الدكتور المصري الراحل “أحمد زويل” برأيه في هذه المسألة حيث تبنى عدم التداخل بين نطاق الدين والعلم، وهذا المفهوم قد أسَّسه من قبل البروفيسور البيولوجي اللا أدري “ستيفين جاي جولد”، إذ يرى أن العلم يبحث في الواقع المادي، أما الدين فمجاله الأخلاقيات والجماليات، ويؤكد المؤلف أنه على الرغم من دبلوماسية وجاذبية هذا الطرح فهو لا يناسب الواقع إطلاقًا! فالرؤية الإلحادية تتجاوز نطاقها بخلق تفسيرات للوعي وللأخلاق وكذلك الإيمان لا يقف عند الأخلاقيات والآداب والقيم.
وقد يطلق البعض دعاوى القطيعة التامة بين العلم والإيمان كمقولة “العلم لا يثبت ولا ينفي وجود الله”، وهذا حق من جهة أن وجود الله والغيب خارج نطاق العلم المادي التجريبي، والواقع أننا لم نجعل من قضية الله موضوعًا علميًّا يخضع للمجهر أو التلسكوب! وإنما المقصود أن هذه المعطيات العلمية تقودنا إلى الاستدلال العقلي السليم على وجود الله.
وقبل الخوض في مسألة التداخل بين الدين والعلم أو وقوع التعارض بينهما، نحتاج إلى تقرير بعض القواعد المنهجية ومن تلك القواعد: تنوع مصادر المعرفة؛ فمنها الحس ومنها العقل ومنها الخبر أو الوحي، أو قد يكون مزيجًا بين هذا وذاك، وإلى جانب تنوُّع مصادر المعرفة في الأصل فهي تختلف في درجة قوتها بين اليقين الجازم أو الظن، فالمشاهدات الحسية المباشرة أقوى في حجيتها من النظريات المستنبطة عقلًا، وخبر الوحي الصادق أقوى حجة من استنباطات العلماء، ومن ثم فإن وقوع التعارض بين مصادر المعرفة ممتنع لأن أصلها هو العلم الإلهي، فالمخلوقات المشاهدة بالحس هي كتاب الله المنظور، والوحي كتاب الله المسطور، فلا ينشأ التعارض بينهما حينئذٍ إلا من خلال الغلط في فهم الوحي أو الغلط في تفسير المشاهدات الطبيعية.
الفكرة من كتاب الإسلام والعلم
ما الإنسان؟ وما طبيعته؟ هناك رؤيتان مختلفتان لفَهم طبيعة الإنسان وماهيته، الأولى مادية محضة تنفي وجود الروح، والثانية مثبتة للروح مؤمنة بوجودها، وينبني عن هذا الاختلاف توابع كثيرة في عدة قضايا منها: بدء الحياة ونهايتها.
يقدِّم هذا الكتاب خارطة منهجية للتعامل مع القضايا التي يتداخل فيها العلم والدين، مستقصيًا أسباب ودوافع الخلاف الناشئ بين العلم والإيمان، متناولًا أشهر القضايا المتداخلة بينهما وتفصيلها والجواب عنها.
مؤلف كتاب الإسلام والعلم
هشام عزمي: باحث في ملف الإلحاد وطبيب مصري، ويعمل حاليًّا مدير وحدة العناية المركزة الجراحية في مستشفى كفر الشيخ، ويدير قسم الإلحاد في مركز الفتح للبحوث والدراسات، وأسهم في تأسيس مركز براهين ومنتدى التوحيد.
ومن مؤلفاته: «الإلحاد للمبتدئين.. دليلك المختصر للحوار بين الإيمان والإلحاد»، و«التطور الموجه بين العلم والدين».