يوم جديد.. فرصة جديدة
يوم جديد.. فرصة جديدة
كيف نقتدي بحال نبينا مع ربه ونحن لا نعلم عن سيرته إلا ما نراه على صفحات المواقع من اقتباسات وشذرات يسيرة لا نتكلف جهدًا في معرفة صحتها من زيفها!
معرفة السيرة النبوية -بجانب القرآن الكريم- تعد قاعدة أساسية لرحلة الانطلاق في معرفة الله سبحانه، فمحمد (صلى الله عليه وسلم) هو أعرف الناس بالله وأشدهم له خشية، وأي معرفة أخرى سواها إما أن تكون معرفة ناقصة أو ضالة أو مشوهة أو متطرفة مغالية، فمحمد (صلى الله عليه وسلم) هو النموذج البشري الأكمل الذي ارتضاه ربنا لنا رحمة وهداية.
كيف كانت حياته لله وبالله؟ ذلك سؤال عريض لكن سنحاول أن نقتطف شيئًا يسيرًا من حاله مع ربه فيما يتعلق بذكره وشكره ومناجاته من ساعة أن يستيقظ، فهو ما إن يأذن له ربه بأن يعيش يومًا جديدًا فإنه يلهج بذكره لحظة أن تنفتح عيناه على هذه الدنيا، ومن ذلك أنه كان يقول (صلى الله عليه وسلم): “الحمد لله الذي رد إليَّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره”، وبعضنا اليوم يتذمَّر ويستثقل يومًا جديدًا يأتيه ولا ينظر إليه على أنه فرصة جديدة ليعمل عملًا صالحًا ويتعلم علمًا نافعًا ويعوِّض ما فاته في أمسه ويتقرَّب من ربه خطوة جديدة.
يستيقظ العارف بربه حامدًا له على جسده وعافيته كل عضو في مكانه يقوم بعمله على أتم وجه لا يشكو مرضًا ولا كسرًا ولا ذبحة ولا هو في غيبوبة لا يستيقظ منها!
بل كان من قوله أيضًا هو وأصحابه: “أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين”، فقد كان في عدة مواضع يشهد لنفسه بالعبودية والرسالة إقرارًا منه بأنه أول ملتزم ومتعبِّد بها واستشعارًا لنعمة الله عليه شكرًا وامتنانًا وتعظيمًا، وكان يقول أيضًا: “اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتم عليَّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة”.
وفي كل حركة وسكنة خلال اليوم له فيها ذكر وتعبُّد بما يقتضيه الحال، فكان يذكر ربه قاعدًا وقائمًا ومضطجعًا وعلى راحلته ويذكره قبل الأكل والشرب ويحمده بعدها، لا وجود لطقوس معينة أو استعدادات خاصة، يذكره متوضئًا وغير متوضئ، يذكره في طريقه إلى المسجد وفي مصلاه وبعد صلاته وكان يجد في الصلاة شغلًا بذكر ربه والوقوف بين يديه وكانت تقر عينه بها فكان إذا أقيمت الصلاة يقول “أقامها الله وأدامها”، وكان إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة يناجي ربه، ففيها أعلى وأقرب صور المناجاة والذكر وذلك أثناء السجود.
الفكرة من كتاب فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
من رحمة الله بعباده أنه خلقهم وأوجدهم، وأنه حين أوجدهم هداهم لما أوجدهم وخلقهم له فوضح لهم وبيَّن، وذلك بأن أنزل كتبًا وأرسل رسلًا وفرض شرائع وأحكامًا ضابطة للوجود الإنساني، ثم اقتضت حكمته أن يختم هدايته بنبي الرحمة والهدى؛ النموذج الأكمل والأشرف والأطهر على وجه الأرض، حيث كان قرآنًا يمشي، علمه ربه وأدَّبه فأحسن تأديبه، واصطفاه وطهَّره وهيَّأه وهيَّأ له منذ أن كان في بطن أمه فارتضاه خاتمًا عربيًّا مشرِّفًا بكلام رب العزة، وجعل طاعته من طاعته ومحبته من محبته وكفايته على قدر اتباع سنة نبيه ومصطفاه، فأحواله وحياته وسيرته سراج يهتدي به الساري في سفر الحياة.
في هذا الكتاب لمحة يسيرة من جانب من جوانب سيرته العطرة، كيف كان حاله مع الذكر، ماذا كان يقول، متى، وكيف، يسوقها الكاتب بأسلوب يسير بسيط وبأمثلة متعددة.
مؤلف كتاب فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
محمد الغزالي، سُمي الشيخ بهذا الاسم رغبة من والده في التيمُّن بالإمام الغزالي، ولقد عمل إمامًا وخطيبًا بعد تخرُّجه في مسجد العتبة الخضراء، ثم تدرَّج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا في الأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد.
زار الغزالي مرة ابن بازٍ لمناقشة بعض المسائل العلمية، فلما خرج سأله الصحفيون: “كيف رأيت ابن باز؟ قال: رأيت رجلاً يكلِّمني من الجنة!”.
من أبرز مؤلفاته:
في موكب الدعوة.
معركة المصحف.
فقه السيرة.