وظف ببطء، افصل بسرعة
وظف ببطء، افصل بسرعة
هل يُمكن أن يُحقق الفريق بهيكله الحالي الأهداف بجودة وكفاءة عاليتين، هذا السؤال لا بد أن يُطرح بعد الترقية مباشرة، وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي عقد اجتماعات مع الفريق لتحديد مهاراته وإمكاناته، وإذا كان الموظفون يحتاجون إلى التطوير، أو إذا كان ينبغي أن نستبدل بهم موظفين ذوي كفاءات أعلى، وإذا قرر المدير فصل موظفين حاليين وتوظيف موظفين ذوي كفاءة عالية، فهناك قاعدة مهمة لا بد من اتباعها وهي “وظف ببطء وافصل بسرعة”؛ التوظيف ببطء يتيح الوقت لتحديد إمكانات كل مرشح ومدى ملاءمته لثقافة الشركة، بينما الفصل بسرعة يضع حدًّا لإنفاق الأموال على موظف لا يُضيف قيمة إلى الشركة.
لكن الفصل لا بد أن يتم باحترافية عبر اتباع إجراءات، بدءًا من توثيق الأخطاء المتكررة حتى لا يتمكن من إنكارها، والإنذار المُسبق الذي يتضمن تحذيرًا صريحًا صارمًا، يُرسَل التحذير عبر بريد إلكتروني، لكن قرار الفصل لا يصح إلا عبر اجتماع، حيث يبلغ الموظف بالقرار مع إعطاء مهلة للبحث عن وظيفة، وتوضيح إجراءات ما بعد الفصل، مع تحديد مبلغ تعويضي لإظهار الاحترام، بعد الفصل يُبلَّغ الموظفون وتُوضَّح لهم الأسباب دون الخوض في تفاصيل.
بعد ذلك تبدأ عملية البحث عن بديل، وتوجد عدة نصائح لتعيين موظف مثالي، منها كتابة الإعلان بدقة شديدة وتحديد المتطلبات الخاصة من بنية جسدية أو شهادات لتقليل عدد المتقدمين، والتفكير جيدًا في طبيعة الأسئلة ووضع اختبارات لقياس المهارات الإبداعية والثقة، وقد تتطلب بعض الوظائف الاطلاع على نماذج سابقة لتحديد مدى كفاءة المرشح، تبدأ عملية التقييم بعد المقابلات، وهذه الفترة يُنصح بتجنب الاستعجال فيها، وذلك للتفكير في مدى مطابقة المرشح للمواصفات والمعايير، وتحديد تأثير التفوق الدراسي، وإذا كان المرشح يُمثل إضافة إلى الفريق، لأن التنوع في المهارات داخل الفريق مطلوب للتحقق من قدرة المُرشح على الاندماج والعمل ضمن الفريق.
الفكرة من كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
في إحدي شركات الاستثمار العقاري مُحاسب يُدعى سامح، وهو موظف مثالي يؤدي مهامه بكفاءة عالية، ويشهد له زملاؤه بحُسن تعامله، كما يشهد له مديره باجتهاده وانتظامه في العمل، لذلك رُشِّح لمنصب مدير، زُفَّ إليه هذا النبأ لكن الجميع صُدِمَ عندما طلب مُهلة للتفكير!
هم لا يُدركون كمَّ التساؤلات التي تدور في ذهنه الآن، فهل لأنه موظف مثالي سوف يُصبح حتمًا مديرًا مثاليًّا؟ وهل سوف يُصبح ذلك القائد المغوار صاحب النظرة البعيدة المدى؟ أم سوف يكتفى بالسعي إلى الأهداف المطلوبة لتجنب المخاطر؟ وماذا عن مهاراته وخبراته في الوقت الحالي؟ هل ستُعينه على تأدية مهامه الجديدة والتعامل مع الفريق الحالي؟
لا بد أن كل فرد مُقبل على الإدارة مثل سامح فكّر في هذه الأسئلة، لكن لا مزيد من التفكير، لأن هذه الأسئلة أُجيبَ عنها في هذا الكتاب، فمن خلاله سوف نعرف مهارات الإدارة وكيفية اكتسابها وتطبيقها بكفاءة عالية.
مؤلف كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام ١٩٩٩ من جامعة المنصورة، وعلى درجة ماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار، قد أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٢ التي كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٧، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، أطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.