وحدانية السوق والحلول الحقيقية
وحدانية السوق والحلول الحقيقية
يوضح المؤلف أنه يجب تعديل وجهة نظرنا في السياسة، فما يحدث في ذلك العصر هو مسرحية هزلية، فكل أولئك الذين يتصارعون في السياسة هم باختلاف اتجاهاتهم يخططون وينظمون لهدف واحد وهو “وحدانية السوق”، وتكمن كل أجهزة الدولة في ضمان الحفاظ على ذلك الهدف، حيث المجتمع هو عبارة عن شركة تجارية والقيمة تكون لاقتصاد السوق، وليست للثقافة ولا العلاقات الإنسانية.
لذا لا بدَّ من تأسيس سياسة جديدة تقوم على وحدة العالم، أو بالأخص على التعاون الوثيق مع العالم الثالث نفسه، وكذلك العمل على تحطيم السلطة الاقتصادية المعتمدة على القوة العسكرية، ومن المعروف أن الاعتماد على القوة العسكرية هو دائمًا أمرٌ مؤقت، ذلك الأمر الذي يؤكده التاريخ.
وتبدأ طرق تلك السياسة الجديدة بتنظيم حرب اقتصادية، لمحو أسطورة وحدانية السوق وحريته، وذلك عن طريق “المقاطعة” التي ستكون ضربة قوية للتصدير الأمريكي المُهيمن، وتكون بالتركيز على المنتجات القوية الأمريكية الإعلامية منها أو الغذائية، وأفضل نتيجة لذلك خلق فرص عمل لإنتاج بدائل للسلع المُقاطَعة في كل قطاعات الاقتصاد تقريبًا.
ولا بدَّ أيضًا من رد فعل شعبي ناقد حول أهداف الحياة، كذلك لا بدَّ من تغيير جذري لعلاقة الدول مع العالم الثالث بهدف مواجهة أساليب الضغط والهيمنة لصندوق النقد الدولي.
وتكتمل النتائج بأن تُعالج دول العالم الثالث نفسها بنفسها، حيث تضاعف التبادل بينها وبين بعضها، أما الدول الصناعية الكبرى فيجب عليها تحويل إنتاجها لتلبية حاجات العالم الثالث الحقيقية، فهي كذلك لا تُخفي معاناتها من مشكلات البطالة والمهاجرين التي تستمر في التزايد.
الفكرة من كتاب حفارو القبور
لم يصبح العالم مكانًا مناسبًا لأي وضع إنساني، عالم تتغذى فيه الدول الكبرى على حروب ونزاعات العالم الثالث، حيث عدم التوازن، كل شيء مُباح لأجل مصالح سياسية، كل شيء له قيمة وثمن بما في ذلك أي صمت عالمي تجاه كل ما هو ضد الإنسانية.
يناقش روجيه جارودي، عددًا من المشكلات السياسية والوضع العالمي، والتفاوت الحادث بين الدول الكبرى ودول العالم الثالث، مُتجهًا إلى الحلول الممكنة للتحرر الحقيقي للعالم، وصولًا إلى وحدته.
مؤلف كتاب حفارو القبور
روجيه جارودي (1913 – 2012): فيلسوف وكاتب فرنسي، بدأ حياته بالعمل أستاذًا في الفلسفة، ثم انخرط في السياسة كنائب في البرلمان، وعضو في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي طُرد منه لانتقاداته للاتحاد السوفيتي.
عُرف في العالم العربي بعد اعتناقه الإسلام، وتأليفه عددًا من الكتب الخاصة بنظرة الإسلام إلى الوضع السياسي العالمي.
من أبرز كتبه ومؤلفاته:
المسجد مرآة الإسلام.
الإسلام دين المستقبل.
الولايات المتحدة طليعة التدهور.
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية.