هل يمكن حماية الطفل من الحزن؟
هل يمكن حماية الطفل من الحزن؟
إن أوَّل حالة فقد يعانيها الأطفال هي موت أحد الأجداد، حيث يمكن أن يكونوا شخصيات مهمة ومحبوبة في حياة الأحفاد، خصوصًا إذا كانوا يتولون رعايتهم، فيشعر الأطفال بالحزن الشديد ويدركون حزن والديهم أيضًا، ويتأثر أكثر من 15000 طفل سنويًّا في بريطانيا لتفكك الأسرة، لكن يستطيع الوالدان المنفصلان تقديم المساعدة لأطفالهم من خلال الوضوح بالنسبة إلى واقع ما يحدث، وإلا ظن الأطفال أنهم منبوذون، وأيضًا سرعة تنظيم الحياة حتى يتمكن الأطفال أيضًا من الاستمرار في حياتهم بطريقة طبيعية، ويحتاج الوالدان إلى تخليص أبنائهما من الإحساس بالذنب تجاه تفكك الأسرة، ولكن يخاف بعض الأبناء من أن يكون سلوكهم قد سبَّب مشكلات أدت إلى الانفصال.
وتعد وفاة أحد الوالدين أو الأخ أكثر حالات الفقد قسوة يمكن أن يعانيها الطفل، فالأطفال يحتاجون أيضًا إلى اجتياز مراحل الحزن نفسها كالبالغين، وذلك من خلال توفير المعلومات الكافية لهم عن الموت، والتعامل مع مخاوفهم وقلقهم والاستماع إليهم، والسماح بالتعبير عن مشاعرهم، وفي الوقت نفسه ضرورة مواصلة حياتهم وأنشطتهم.
ويُظهر الأطفال مشاعرهم بأساليب مختلفة جدًّا، وقد ينكرون مشاعرهم نتيجة الصدمة، وقد يظهرون وجعهم من خلال سلوكياتهم بدلًا من التعبير بالكلام، ولا يخجل الأطفال من البكاء أمام الجميع على عكس المراهقين، ويغضب الأطفال من الإحساس بالهجر، فتمتزج مشاعر العجز والظلم بالغضب، وتتحول إلى ثورة شديدة.
ويبدأ القلق على الطفل المكلوم إذا بقي مريضًا لفترة طويلة وامتنع عن الطعام وأحدث مشكلات في المدرسة أو أحس بالاكتئاب، عندها يجب استشارة طبيب نفساني متخصص، ويمكن أن تكون المدارس دعمًا كبيرًا لبعض الأطفال، وباختصار: لا يمكن حماية الطفل من الحزن، فالجميع يحزن -صغارًا أو كبارًا- حتى وإن عبروا عن حزنهم بأسلوب مختلف، حيث يحتاج الأطفال إلى المساعدة للاحتفاظ بالذكريات الجميلة، ويتأثرون أيضًا بالأساليب التي يحزن بها البالغون المحيطون بهم.
الفكرة من كتاب العيش رغم الفقد والألم
يبدو في بعض المجتمعات أن أفرادها يجدون صعوبة في مواجهة الجانب المتعلق بالفقد والحزن، حيث إنهم لم يعتادوا العيش في ظل الألم والمرض والموت والكوارث، وعلى العكس يبذلون قصارى جهدهم لتجنُّب الحزن والتركيز على السعي وراء السعادة والمصالح المادية وتحقيق الذات، ويتعاملون مع مشاعر الفقد والحزن على أنها طارئة تشذ عما هو طبيعي.
يأتي هذا الكتاب ليساعدنا على جعل مفهوم الحزن طبيعيًّا، حتى يستطيع الفرد تقبُّله وفَهمه والتعامل معه عند حدوثه، من خلال تعريف الحزن، وتوضيح الأساليب المعبرة عنه.
مؤلف كتاب العيش رغم الفقد والألم
جوليا توجندات Julia Tugendhat: كاتبة بريطانية ومعلمة وطبيبة نفسية.
لها العديد من الكتب في مختلف المجالات، وتُرجم لها كتابان للعربية وهما “العيش رغم الفقد والألم” و”كيف تتغلب على الأحزان”، فضلًا عن تأليفها بعض الكتب التي تتناول المشكلات الاجتماعية في حياة الطفل والأسرة، منها:
The Adoption Triangle
How to Approach Death
Children at the Battle of Waterloo
My Colonial Childhood in Tanganyika