هل نُدرك سلوكياتنا؟
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/Wj1GijMt-0-3.jpg)
هل نُدرك سلوكياتنا؟
تنقسم السلوكيات إلى سلوكيات نُدركها عن أنفسنا وسلوكيات نجهلها عن أنفسنا، هذا ما قاله العالمان (جوزيف وهاريثمتون)، ومن ثم قسما مستويات إدراك السلوك إلى أربعة مستويات تُعرف بـ نافذة جوهاري، وهي كالآتي؛ أولًا: المنطقة العمياء أو الذات العمياء (هو يعرف ماذا يحدث) وهنا تخرج سلوكياتنا من منطقة اللا وعي أي أنها تنتقل إلينا من أناس تعاملنا معهم في الماضي، وتطبعنا بصفات منهم بلا وعي، لكنها قد تعطي الآخرين انطباعًا مختلفًا عنا، حتى يأتي ناصح أمين ويُنبهنا لها، وقد تكون في حركة اليد أو الجلسة أو تعبيرات الوجه، لذا يجب حينها المسارعة بتعديلها إن كانت خاطئة أو مؤذية للآخرين، وثانيًا: منطقة القناع أو الذات المخفية (أنا الذي أعرف ماذا يحدث) وهنا نكون مُدركين لسلوكياتنا لكن يجهلها الآخرون عنا تمامًا،
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
ولا نشاركها مع أحد، وذلك قد يكون بسبب خوفنا من الناس أحيانًا فنرتدي قناعًا مُزيفًا يخفينا نوعًا ما عن الآخرين، ولا نستطيع التصرف على طبيعتنا، ولا بأس أن يحتفظ المرء بالقليل عن نفسه، لكن بادر بأن تسقط قناعك وتصرف على طبيعتك قبل أن يكتشف الآخرون زيف قناعك وتصرفاتك، وحينها سيفقدون ثقتهم بِك، وثالثًا: منطقة المجهول أو الذات الخفية (أنا وهو لا نعرف ماذا يحدث) وهنا نجهل نحن والآخرون سلوكياتنا ومشاعرنا، لأنها تكون مخفية داخليًّا، وقد نراها في أحلامنا على هيئة مخاوف، ولا تتضح إلا حين نسمح لها بالخروج أو حين يحدث تداخل مع الناس أو المرور بتجارب جديدة مثل تغيير السكن أو السفر، ومما يساعدنا على معرفة دوافعنا الخفية محاسبة النفس وسؤال يومي قبل النوم (لماذا فعلت كذا وكذا)، ورابعًا: المنطقة المفتوحة أو الذات المنفتحة (أنا وهو نعرف ماذا يحدث) وهنا نحن والآخرون نُدرك سلوكياتنا ومشاعرنا بشكل صريح ومنفتح، وتزداد بازدياد الثقة بينك وبين الآخرين، وأيضًا بزيادة تبادل المشاعر مع الآخرين مثل الزوج أو الأصدقاء، وكلما زادت المنطقة المنفتحة دلت على حسن اتصالنا مع الآخرين وسهولة المشاركة.
الفكرة من كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
وراء كل سلوك إنساني دافع ما، لذا لو أردت ضبط سلوكك فاضبط دوافعك، إذ تتوقف إرادة الإنسان على دوافعه، فحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب وراءها دافع معنوي، وتحسين سلوكك يأتي من توجيه دوافعك كي تخدم أهدافك بوسائل أخلاقية نبيلة، وكل ذلك يحتاج إلى جهاد نفسي عظيم من الإنسان كي يغلب هواه ويفعل الخير للناس أجمعين، لذا يأخذنا الكاتب في رحلة للتعرف على بواعث السلوك الإنساني وأثرها، وكيفية ضبطها بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والدينية.
مؤلف كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
ناصر صابر عبد الرحمن: كاتب ومؤلف