نظرتك إلى الحياة تحدِّد اختياراتك
نظرتك إلى الحياة تحدِّد اختياراتك
خلق الله سبحانه الكون متنوعًا مختلفًا، خلق من الجنس الواحد أصنافًا وأشكالًا؛ زينةً ومتعةً ومنفعةً للناس، وخلق من الجنس البشري الواحد أصنافًا مختلفة وألوانًا أيضًا، فتعدَّدت اللهجات وتنوَّعت الشخصيات وتباينت الأهداف والرؤى والاتجاهات، ورؤية كل واحد للكون والحياة والناس توجهه في طريقة تعامله معهم، لذا نجد الشديد واللين، ونجد المتفائل والمتشائم، ونجد الباسم والعبوس، ونجد القوي والضعيف، بل ونجد الشخص الواحد نفسه قويًّا في جانب وضعيفًا في جانب آخر، وهكذا.
ولا تؤثر هذه الرؤية في طريقة تعامل الفرد في الحياة عامة فقط، وإنما يمتد أثرها إلى جسده ونفسه فكلما كان الشخص أكثر إيجابية وتفاؤلًا ويتفاعل مع المشاكل والمنغِّصات بحكمة وهدوء كان أكثر استقرارًا وسعادة، وكانت وظائف عقله وصحته الجسدية أكثر سلامة أيضًا.
قد لا يستطيع الإنسان أن يكون متفائلًا هادئًا طيلة الوقت بسبب منغصات الحياة ومشتِّتاتها وأعبائها الكثيرة والمتجدِّدة، لذا وجب عليه أن يحيط نفسه بصحبة لها نفس المبدأ تحاول أن تكون هادئة إيجابية متفائلة وقائمة على التعاون في الالتزام بالمبادئ، واختياره لصحبته يأتي أيضًا من وجهة نظره في هذه الحياة، وكم أجريت مكالمات مع زملاء لك من أولئك الذين لا تكاد تفتح حديثًا معهم فإذا هم يمطرونك بوابل من الشكاوى والمصائب والأمراض والضيق والديون، فتخرج محملًا بأعباء فوق أعبائك.
إنَّ جمال الصحبة الحقيقية تدركه في مثل هذه الأوقات، وتكتشف معادن وأفكار وتوجهات من تحيط نفسك بهم، ولا حرج في أن تبقي بعض العلاقات سطحية للمحافظة على صحتك النفسية ووقتك أيضًا وتتفرَّغ لأولئك الذين يعينونك على بناء ذاتك ويشجِّعونك فيزيدونك ولا ينقصونك، ولا يثبِّطونك أو يحبطونك، ويزداد الأمر أهمية وخطورة في الأوساط النسائية فيتعدَّى الأمر إلى الخوض فيما هو محرم مما تشتهر به أوساطهم من غيبة ونميمة وكيد وما إلى ذلك فكان الحرص فيها على تخيُّر الصحبة آكد من غيرها.
الفكرة من كتاب أناقة نفسية
“لا تنتظر الوقت المناسب تمامًا، فإنه لن يأتي أبدًا”.. نابليون بونابرت.
مجموعة من النصائح العامة التي تحسِّن حياة الفرد المسلم بشكل عام والأنثى بشكل خاص تهمس بها الكاتبة في أذن كل أنثى بلغة سهلة مبسطة وبعبارات ناصح أمين، وباقتسابات شخصية وقصص واقعية لفتيات في المرحلة الثانوية.
مؤلف كتاب أناقة نفسية
سمية عبدالكريم بكار، مهتمة بموضوعات الفتيات ومساعدتهن في إضافة لمسة جمالية إلى حياتهن فيما يخص الجوانب الفكرية، والصحية، والنفسية، والاجتماعية فخرجت بهذا المؤلف الذي جمعت فيه أفكارًا وقصصًا استقتها من تجارب نحو ٤٠٠٠ طالبة من طالبات المرحلة الثانوية في السعودية، في محاولة ليكون الكتاب مناسبًا لعمر الفتيات في تلك المرحلة المهمة جدًّا والخطيرة من حياتهن.