نظرة لكيبلنغ.. والأدب البوليسي لبورخيس
نظرة لكيبلنغ.. والأدب البوليسي لبورخيس
كان بورخيس يرى أن الكاتب البريطاني الشهير كيبلنغ، أحد أكثر الكتاب عبقرية في الأدب العالمي، ولا يمكن الحكم عليه بسبب آرائه المؤيدة للإمبراطورية البريطانية -آنذاك-، نظرًا إلى أن الإمبراطورية كانت تشهد معارضة عالمية بسبب أفعالها الاستعمارية، لكنه رأى أن موهبة السرد من أهم أساليب كيبلنغ التي ظهرت في عمل مثل “جولة الشرق والغرب” وشخصيتي الموظف البريطاني والسارق الأفغاني المعقدتين، فكيبلنغ بارع في نسج الحبكات الخارقة للعادة في الوقت الذي نراه فيه متواضعًا.
وقد اهتم بورخيس كسابقه بالأدب البوليسي، فشارك في كتابة سلسلة “الحلقة السابعة” فلماذا هذا العنوان؟ والإجابة ببساطة كانت تكمن في أن بورخيس بحث عن الحلقة التي تتحدث عن أهل العنف في جحيم دانتي في كتاباته ليجد أنها الحلقة السابعة، وكان يعتقد أن أصل الرواية البوليسية يعود إلى إدغار ألن بو الذي كتب رواية “جريمة قتل في زقاق مورج” الشهيرة، كما يرى أن الأفضلية في مجاله تُمنح للترجمة الحرفية كونها تمنح عملًا صحيحًا وعبارات جميلة، وفي نفس الوقت لا ينبغي أن نبالغ فيها وبخاصة في ترجمة الشعر.
“كيف تُعرِّف الأبد؟” سؤال وُجه إلى بورخيس ليجيب قائلًا إن الأبد في اعتقادي هو أمس، وأمس الأمس، والأمس الذي قبله على امتداد العصور، وكما هو ما مضى من الزمن فهو أيضًا الحاضر الذي يحتوينا جميعًا، وهو الآتي الذي لم يحدث بعد، هو ببساطة اللحظة التي تتوحد فيها كل أوجه الزمن، وهو كما قال ويليام بليك: “الأبد هدية من الزمن”، ونحن إذًا لو مُنحنا الوجود بأكمله دفعة واحدة لمتنا حتمًا.
الفكرة من كتاب حرائق السؤال
أربعة حوارات مع أربعة من أكبر الأدباء إسهامًا في الأدب العالمي، قام بها محاورون على درجة عالية من الثقافة ليخرج لنا هذا الكتاب الذي يمثل كنزًا أدبيًّا رفيع المستوى، وهي حوارات شائقة وخفيفة تناولت تجارب هؤلاء الأدباء الكبار في الرواية وبداياتهم، فالحديث معهم بمنزلة درس في الحياة، لذا فهذا الكتاب أداة ثمينة في يد من يريد اتخاذ طريق الأدب والرواية، وحتى الفلسفة.
مؤلف كتاب حرائق السؤال
ماريو فوسكو، روبيرتو أديفانو، جان مونتالبيتي، مجموعة من المحاورين المثقفين بدرجة عالية، يعمل المحاورون الثلاثة لصالح مجلة ماغازين ليترير.
وهذا الكتاب ترجمة محمد صوف، وهو مترجم عربي ترجم عدة أعمال شهيرة أهمها “حرائق السؤال”، و”طفل من حقول الكاكاو” للمؤلف جورج أمادو.