نظرة حَول الصلاة
نظرة حَول الصلاة
ليست الصلاة وحدها مُغيرة في حد ذاتها، بل كل ما يتعلق بها مغير ونافع لابن آدم، الوضوء مثلًا تأمل معي قوله (صلى الله عليه وسلم): “أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرَنِه شيء؟ قالوا: لا يبقى من دَرَنِه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا” تخيَّل معي أنك تفتح باب منزلك كل يوم على نهر ذو ماء عذب يجري ليس براكد فتغتسل منه خمس مرات في يومك ما الذي يبقى من القذارة والوسخ؟ لا شيء قطعًا، كذلك فعل الوضوء الحسي والمعنوي.
إنه بمجرد أن يمسَّ الماء أعضاء الوضوء، الأطراف منها بخاصةٍ، كاليدين والقدمين والوجه فإن شريان الدم يضيق نتيجة لانخفاض درجة الحرارة فيهم، وبالتالي يزداد سريان الدم لتلك الأعضاء لمعادلة درجة الحرارة، ما يزيد من حيوية الأعصاب في تلك المناطق والتي بدورها تنشط الدماغ لارتباطها به، ولعلَّ هذا أحد أسباب استعمال الماء في إفاقة المغمى عليهم، وإن أردت أن تمسح النوم عن وجهك لصلاة الفجر فتوضَّأ بماء بارد أيًّا كانت الأجواء.
في تجربة أُجريت في برنامج علمي بريطاني أثبتوا فيها أن جسم الإنسان يحتوي شحنات كهربائية قد تكون ضارة، ومن جمال الحكمة في مشروعية الوضوء بالنسبة للمسلمين أن غسل الأطراف -وهي بمثابة نهايات الجسد- يزيل منه الشحنات الكهربائية الضارة، ما يجدِّد الطاقة في الجسم كما يصف الكاتب، بل أكثر من ذلك في وضع التيمُّم حال انعدام الماء أو التعذُّر من استعماله فنحن في التيمُّم نتصل بالأرض أيضًا مما يبدِّد تلك الشحنات الكهربائية.
والوضوء على صعيد آخر أحد الحلول الناجحة في إسكان ثورة الشخص الغاضب أيضًا، وكما أن للوضوء فوائد على صعيد النفع الجسدي كذلك فللمشي إلى المسجد أيضًا فوائد، فالمشي بشكل عام يقلِّل من التوتر والكسل، كما أن التنفس خلال المشي يسهم في الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، كما أنه يساعد على تعزيز فيتامين (د) في الدم مما يقي الإنسان من الإصابة بأمراض خطيرة، كذلك فإن المشي يعمل على تحريك عضلات عديدة ومهمة في جسدك كالفخذين والساق والقدمين، ما يساعد على توزيع الدم بشكل أفضل ويقوي من عضلات القلب وتحمل الشرايين.
بالطبع نحن لسنا بصدد الحديث عن الفوائد الطبية للوضوء أو المشي إلى المسجد، وليس هذا الغرض من مشروعيتهما، وإنما الغرض المحض هو التعبُّد لله بهما والتزام أمره فيهما، ولعلَّ التقدم العلمي اليوم ساعد على كشف وفهم شيء من الحكم وراء مشروعية بعض العبادات ليضيف لنا جمالًا على الجمال الأصلي فيها.
الفكرة من كتاب فاتتني صلاة
من وجهة نظر إنسانية وأخرى نفسية نجلس مع الكاتب في محراب الصلاة، نعرِّج معه إلى السماء السابعة ثم نهبط إلى دواخلنا ونطوف داخل أنفسنا وعقولنا، نفحص معه الداء حتى نصل إلى الدواء، وما ذلك إلا نتاج تجربته الخاصة، وأصدق النصائح تلك التي تأخذها ممن تربت قدماه سعيًا حتى وصل.
مؤلف كتاب فاتتني صلاة
إسلام جمال يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، مصري الجنسية، يعمل مهندسًا بحريًّا، حصل على شهادة البكالوريوس في مصر بينما حصل على شهادة الماجيستير في إنجلترا، وغايته من الكتابة هي ربط علم النفس بالدين، والعبادات بالحياة.
من أبرز مؤلفاته: “آيات تغير حياتك”.