نظرة المستعمرين إلى الأفارقة
نظرة المستعمرين إلى الأفارقة
توضح الكاتبة مقولات رأي “وليام لنش” التي ألقاها على ملاك العبيد لأنه كان يمتلك العبيد الأفارقة في مستعمرة فرجينيا عام 1712م، وعن أسلوبه في السيطرة على العبيد، فكان يستخدم أساليب وحشية وخبيثة وأفعالًا رهيبة لإخضاعهم، ومن خلال مشاركته مع شعبه كان يتحدث عن بعض مشاكل العبيد، ويلقي عليهم أهم الوسائل القديمة للسيطرة على العبيد.
يقول لهم: عندما اتجهت نحو نهر جيمس، رأيت أنكم تصلبون الأجسام البشرية على الطرق الرئيسة، وتستخدمون الأشجار والحبال لهذا الأمر، فأنتم بهذه الطريقة لا تفتقدون الثروة فقط، بل تعانون أيضًا بسبب الانتهاكات لهروب العبيد بعيدًا، ورغم ذلك ما زالت محاصيلكم في الحقول لا تجنون منها شيئًا، كما أنكم تعانون حوادث الحريق التي تقتل حيواناتكم.
ويتابع حديثه بقوله: يمكنني أن أقدم لكم وسيلة مجَّربة يمكنكم بها السيطرة على عبيدكم، وضمان السيطرة عليهم لمدة لا تقل عن 300 سنة، والطريقة هي البحث عن عدد من الاختلافات بين العبيد، وتضخيمها مثل السن واللون، والذكاء، و الحجم، والجنس، والبحث عن الشعر الناعم والخشن والطويل والقصير الذي يمتلكه العبيد، واستعمل الخوف بينهما، وفقدان الثقة المتبادل، والحسد، والحقد، وزرع هذه المشاعر التي سيحملها الإنسان الأفريقي وسيغذيها تغذية ذاتية وسيولدها في نفسه لمئات السنين وبذلك استطاع السيطرة على الأفارقة.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.