موافقة الشريعة الإسلامية لطبيعة الرجل والمرأة
موافقة الشريعة الإسلامية لطبيعة الرجل والمرأة
كانت الشريعة الإسلامية رحمة من الله لكل الناس؛ رجالًا ونساءً، وما قضت به الشريعة الإسلامية للمرأة من تشريعات، توافقت مع طبيعتها ونفسيتها، والأدوار التي تقوم بها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الرجل أيضًا، وكل هذا من تمام عدل الله (عزَّ وجلَّ) وحكمته.
ومن الحقوق التي اختصت بها الشريعة الإسلامية الرجل دون المرأة، هي ضعف نصيب الرجل أحيانًا في الميراث بالنسبة إلى المرأة، توازنًا مع أمر الشريعة له أيضًا بالنفقة على زوجته وأبنائه، وفضلًا عن مؤخر الصداق والنفقة في حالة الطلاق، وكل هذا تكريم للمرأة، وتلبية لطبيعتها في الأخذ المادي، ومع ذلك لم تُحرم من الميراث، وأيضًا من الحقوق الخاصة بالرجل هي قوامته على المرأة، إذ يُلبى ذلك فطرته في حبه للعطاء المادي والعقلانية، وقدرته على تحمل الصعاب، ويتسق أيضًا مع طبيعة المرأة المزاجية المتقلبة، والعاطفة الجياشة، ولا تعني القوامة الاستعلاء والتسلُّط، بل تعني المسؤولية، وسيحاسب عليها الرجل، وأيضًا في الشريعة تُعادل شهادة الرجل شهادة امرأتين، وهذا يتسق مع طبيعة الأنثى العاطفية، واستخدامها للحدس في حكمها على الأمور، بينما الرجل أكثر استخدامًا لعقله، والتحكُّم بمشاعره، والثبات عند الشدائد، مما يجعله أقرب إلى شهادة العدل من المرأة.
ومن الحقوق التي اختصَّت بها الشريعة الإسلامية المرأة دون الرجل، هي حقُّها في إنفاق زوجها عليها، فلا تتحمَّل من نفقات البيت شيئًا، حتى ولو كانت ميسورة الحال، وإنفاقه هذا ليس تفضلًا، ولكنه فريضة عليه، ودعامة أساسية من دعائم رجولته، فتتمتَّع الأم براحة البال، وهدوء النفس، وطول الوقت للإشراف على صغارها، والتزيُّن لزوجها، ولا يتضارب هذا مع عمل المرأة، فالدين لم يُحرِّم هذا، بل أباح لها العمل، وفق شروط وضوابط، حفظت لها كرامتها ومكانتها، وساندتها في تنمية أمومتها وإنسانيتها، وتعتبر غريزة الأمومة من أقوى الغرائز الفطرية في نفس المرأة السوية، فهي تلازمها منذ الصغر، وتكبر الطفلة وتكبر معها هذه الغريزة، فأصبحت الأمومة حقًّا أصيلًا للمرأة، لا يعوِّضه أي نجاح في أي مكان، واختص الله (عزَّ وجلَّ) المرأة أيضًا لتحمُّل آلام الحمل، ومتاعب الولادة، ورعاية الأطفال وخدمتهم، فميَّزها الله بحب ولدها الفطري لها أضعاف بره بأبيه وصحبته، فأي جائزة أفضل -أو حتى تُعادل- تلك الجائزة؟
الفكرة من كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
من سُنة الله في الأرض أن تُقام علاقة بين الرجل والمرأة تحت رباط زواج مُقدَّس، فكان هذا الرباط وسيلة للسكن والراحة، وسببًا للمودة، وسبيلًا لتكاثر البشر، وإعمار الأرض، وعاش الرجل والمرأة تحت سقف واحد؛ يتقاسمان الخبز والماء والفراش والغطاء، والضحك والبكاء، لكنَّ قليلًا ما يحظى أحدهما بمعرفة الآخر حق المعرفة، فيُحرم من العيش الصفِيِّ.
لذلك يوفر هذا الكتاب ما يُعين الفرد على التعرف بالآخر، وتفهُّمه من أجل حياة زوجية سعيدة، ثم يُبين إعجاز التشريع الإسلامي في تقرير حقوق الرجل والمرأة، كلٍّ على حسب أدواره ومهامه، وعلى قدر إمكاناته وقدراته، وعلى حسب طبيعته ونفسيته.
مؤلف كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
أسامة يحيى أبو سلامة: أستاذ مساعد بقسم النبات في كلية العلوم، جامعة عين شمس.
له العديد من المؤلفات منها:
شريك حياتي.. هيا نتفق.
شريك حياتي.. لننقذ علاقتنا.
لكي أكون أروع شريك حياة.
الحب بين الأفورة والواقع.
إبداع وإمتاع في فهم الرضيع.