مواصفات الخطيب
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/j7ahluBj-صورة-Recovered-5.jpg)
مواصفات الخطيب
لا يوجد تعارض بين أن الخطابة فن أو علم يمكن تعلُّمه من خلال ممارسة وإتقان مبادئه وأساليبه، وبين اشتراط وجود مواصفات ومهارات معينة جسدية ومعرفية يجب أن يتحلَّى بها الخطيب لضمان تحقُّق نجاح مجهوده في صقل مستوى خطابته، ويمكن تلخيصها في: المهارة الأولى سلامة اللسان الذي يعدُّ الوسيلة الأساسية والسلاح الأهم للخطيب، فبه يتواصل مع الجمهور ويقنع، والمهارة الثانية حسن البيان والتعبير عن الأفكار بشكل مباشر وسلس، والمهارة الثالثة حسن الصوت والصورة والمنظر، ما يزيد من مقدار قبوله، والمهارة الرابعة قوة الذاكرة وقدرتها على استعادة المواقف والأحداث والشواهد لدعم الحجج الخطابية.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
أما المهارة الخامسة فهي التمتُّع بالجرأة والشجاعة للتطرُّق إلى المشكلات والحديث عنها دون التوقُّف والعجز والاستسلام للخوف من العواقب، والمهارة السادسة امتلاكه لعقل ذي فطنة وذكاء وحاسة تذوُّق اجتماعية وأدبية، والمهارة السابعة سلامة الجسد من أي معوقات حركية وتمتعه بالقوة المطلوبة، فالمجهود المطولب بذله في خطبه وتواصله مع المخاطبين كبير ولا يقدر عليه إلا من يتمتَّع بالصحة المطلوبة، والمهارة الأخيرة امتلاكه لموهبة الخطابة حتى ولو بقدر ضئيل يمكن أن ينمَّى.
كانت تلك الصفات الجسدية والشخصية الواجب توافرها في الخطيب، بجانب امتلاكه لقدر كافٍ من المعرفة في مجالات العلوم المختلفة ليتمكَّن من الوفاء بالتأثير المطلوب في المخاطبين وتحقيق غرض الخطبة، فالعلوم الإسلامية بتنوُّعها من علوم قرآن وحديث وفقه وأصول فقه وغيرها، تضمن عدم انحرافه عن الشرع، والعلوم العربية والمنطق يعصمانه من الزلل اللغوي أو الفكري، وعلوم كالأدب والسير والأخلاق يصقلان مشاعره وينمِّيان ألفاظه ويجعلانها عذبة فصيحة سهلة الوصول.
الفكرة من كتاب رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة
نعيش في عالم تحكمه الكلمة، ورغم تأثير الإعلام الذي يضع الصورة فوق كل وسيلة فإنها تظل حبيسة الكلمة، فإنها إما أن تلحق أو تسبق بكلمة تصبغها باللون المراد لمتحدِّثها، وتعدُّ الخطابة من أهم العلوم التي توظِّف الكلمة وتهتم برفعة قدرها وشأنها.
وهناك أناس بالفطرة يتمتَّعون بموهبة الخطابة وإقناع الناس، ولكن وكأي علم فإن له مبادئ من الممكن تعلُّمها والتحوُّل إلى خطيب مفوَّه قادر على إحداث التأثير في مستمعيه، ثم نعرِّج لنتعلَّم بعض مبادئ وأشكال الحوار الصحيح وطرقه المنهجية، والذي قد يتطوَّر تحت ظروف معينة ليتخذ شكل المناظرة التي سنتعرَّف عليها أيضًا بإيجاز، ونعرف كيف يمكن أن نؤثر في الناس؟ وما الأزمة وكيفية التعامل معها؟
مؤلف كتاب رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة
الشيخ علي الفتلاوي: مؤلف له عدد من الكُتب في مجالات مختلفة، مثل: “المرأة في حياة الإمام الحسين”، و”قواعد حياتية على ضوء روايات أهل البيت”.