مهارات التلاميذ
مهارات التلاميذ
تأتي الكثير من الانتقادات عن ذلك المعلم ضيق الأفق الذي يطالِب التلاميذ بحفظ الحقائق التي لا يفهمونها وترديدها كالببغاوات، وأن الاختبارات القياسية تترك للتلاميذ فرصًا ضئيلة للتحليل أو التركيب أو النقد، ويشعر معلِّمون كثيرون أن الوقت المخصَّص لتدريس المهارات يُستهلَك في الإعداد للاختبارات القياسية، فهل يكون تعلُّم الحقائق ضروريًّا؟
لا خلاف في أن حفظ التلاميذ لقوائم من الحقائق الجامدة لا يؤدِّي إلى ثرائهم المعرفي، لكن يجب أن يُعلم أن محاولةَ تدريس مهاراتٍ مثل التحليل أو التركيب للتلاميذ في غياب المعرفة المبنية على الحقائق أمرٌ شبه مستحيل، فالأمثل هو تدريس الحقائق في إطار تعلُّم المهارات، ويكون ذلك منذ مرحلةِ ما قبل المدرسة، ففعل “التفكير” يحتاج إلى شيء لتفكِّر “فيه”، لكن قد يقول قائل إنك لا تحتاج أن تحفظ هذه المعلومات؛ فبمقدورك دائمًا البحث عنها، ولنستطيع الرد على هذا القول نعود إلى الذاكرة طويلة المدى، ولكي تقوم الذاكرةُ العاملة بمعالجة البيانات، فهي تحتاج إلى سعة، لكن السعة محدودة.
فلا يمكنك أن تحتفظ في ذاكرتك العاملة بكل الحقائق، ولكن تستطيع ربط معلومات منفصلة من البيئة معًا عن طريق “التجميع”، ومثال ذلك: إذا قُلت لك احفظ ترتيب الحروف الآتية: CNN ففي الغالب سوف تجمع هذه الحروف بمعلومة سابقة عندك وربطها بقناة سي إن إن الإخبارية، وإذا لم تكن تعرف هذه القناة -أي لا تمتلك الحقيقة في الذاكرة طويلة المدى- ففي الغالب ستكون العملية أكثر صعوبة، ففي الحالة الأولى سجل المخ الحروف قطعة واحدة، لكن الحالة الثانية سجَلها ثلاث قطع منفصلة، فالتجميع يعمل فقط في حال إنْ كانت لديك معرفةٌ بالحقائق في الذاكرة طويلة المدى.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.