من أجل حياة مهنية ناجحة
من أجل حياة مهنية ناجحة
يبدأ بناء مستقبلك العلمي من اليوم الأول لك في الجامعة، فأنت لست هنا للمتعة ولا حتى للتعلُّم لمجرد التعلُّم، أنت هنا لتبني مستقبلًا مهنيًّا مميزًا، فسنوات الجامعة هي الفرصة الأهم _ وليست الأخيرة_ لبناء هذا المستقبل، وإذا كنت تعتقد غير ذلك، فأهلًا بك كعضو محتمل في نادي العاطلين عن العمل؛ فهذا الاعتقاد هو السبب لزيادة عدد الخريجين العاطلين عن العمل لأنهم كانوا يسعون للنجاح في الجامعة وليس النجاح في عالم الأعمال، فهناك عدد من المهارات الأساسية لسوق العمل قد لا تهتم بها جامعتك، كمهارات التواصل مع الآخرين، ومهارات البيع والتسويق والإقناع، ومهارات حل المشكلات، والمهارات التقنية واللغوية وغيرها، ولذا لا تحاول أن تأخذ دورات صيفية لتنهي دراستك بسرعة أكبر، فالإجازة الصيفية فرصة ذهبية لتقترب من واقع الحياة المهنية والعملية، والحصول على شهادة لتضعها في سيرتك الذاتية، ولإقامة علاقات مهنية مع أرباب العمل الذين قد يسرُّون من عملك ويعرضون عليك العمل لديهم بعد تخرُّجك.
وفوق كل ذلك من الضروري أن تبدأ في تعلُّم أي مهارة أو صنعة _حتى لو كانت بعيدة عن تخصصك_ لتساعدك في أوقات الأزمات المالية حتى تكمل دراساتك العليا أو حتى تحصل على العمل الذي يرضيك، كالدخول إلى مجال تصميم مواقع إنترنت صغيرة، أو العمل كمنسق زهور، أو حتى مدرس لغة إنجليزية، وتذكَّر دائمًا أن كل ذلك مؤقت، ويمكن إتقانه بسرعة، ومع كل صباح اسأل نفسك: ما الذي يجب أن أفعله اليوم لأصبح أفضل؟ وفي المساء اسأل نفسك: ما الذي تعلمته في هذا اليوم؟
يجب أن تعمل على تطوير لغتك الإنجليزية دون ملل، وأن تطوِّر مهاراتك في الخطابة والإلقاء؛ والجامعة هي المكان الأنسب للتدرُّب عليهما، وتحدث مع أولئك الذين يعملون في نفس الوظائف التي تحلم بالعمل فيها، وحاول استكشاف المهارات والمعارف المطلوبة لمزاولة هذا العمل، وتابع المميزين في أعمالهم، واقرأ في سيرهم الذاتية، وتعرَّف على نقاط قوتهم وأساليبهم، وحاول تقليدها، فالتشبُّه بالكرام فلاح، واسعَ للإلمام بأساسيات التعامل مع الكمبيوتر.
ويعتقد العديد من الطلاب أن النشاط الطلابي في الجامعة مضيعة للوقت، وبعضهم يدلِّل على ذلك بفشل أحد زملائه عندما اشترك في هذه الأنشطة، لكن في الحقيقة الدروس الحقيقية التي ستضفي على شخصيتك طابعًا مختلفًا وتمنحك وضوحًا في التفكير لا تأتي من قاعة الدرس، بل عن طريق عدد من النشاطات التي تشترك فيها؛ وستتعلم في مثل هذه الأنشطة كيف تتواصل مع الآخرين وتناقشهم، وتحل الخلافات، وتقود مجموعة، وغيرها من المهارات التي تلعب دورًا كبيرًا في النجاح في عالم الأعمال.
الفكرة من كتاب عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة: دليل عملي للطلاب والطالبات.. من أجل حياة جامعية رائعة!
عندما تضع قدمك على أعتاب الجامعة فقد أصبحت شخصًا جديدًا بمسؤوليات جديدة وطموحات جديدة، وينتظر منك الجميع شيئًا جديدًا! لكن أغلبنا لا يعرف كيف يستفيد من الجامعة، ولا ماذا ستضيف الجامعة إلى حياته! ولذا يحاول الكاتب هنا سرد الصعوبات والتحديات التي يخوضها كل طالب جامعي، وكيف يمكن التعامل معها للوصول إلى بر الأمان، وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة.
مؤلف كتاب عشرة أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة: دليل عملي للطلاب والطالبات.. من أجل حياة جامعية رائعة!
ياسر عبدالكريم بكار: حاصل على دبلوم في الإرشاد المهني، وبكالوريوس في الطب والجراحة، ومؤسس منصة “اكتشاف”، إضافةً إلى أنه طبيب نفسي، لديه العديد من المؤلفات؛ منها:
كيف تنمي ذكاءك العاطفي.
كيف تختار تخصصك الجامعي.
القوة في يديك.