مقابلة الكتبي مع الكاردينال ألفرد أوتافياني
مقابلة الكتبي مع الكاردينال ألفرد أوتافياني
في إطار زيارة فريق من شركة استثمار الأموال التابعة للكنائس في الفاتيكان إلى المملكة العربية السعودية، حيث قاموا بجولات متعددة شملت شركات ومؤسسات بارزة، من بينها شركة المشاريع التي كان يديرها المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان. وخلال هذه الزيارة، أثنى الفريق على المملكة وأعربوا عن تقديرهم لما شهدوه من تطور واستقرار. وكان رئيس الفريق، ألكسندر، حريصًا على دعوة السيد حسن الكتبي لزيارة شركتهم في الفاتيكان، وهي دعوة قوبلت بالموافقة.
في أثناء زيارته للفاتيكان، دار نقاش بين ألكسندر والكتبي حول دور الأديان في تشكيل المجتمعات البشرية. تحدث ألكسندر عن تأثير التعاليم المسيحية وقيم التسامح والمحبة التي تدعو إليها. وفي رده، أشار الكتبي إلى أن جوهر التعاليم الدينية في الكتب السماوية واحد، رغم اختلاف الأداء تبعًا لظروف الأمم التي نزلت عليها. وتطرق الحديث إلى أثر الشيوعية في الإنسان، فأكد الكتبي أن الشيوعية بتأميمها للعائلات والأموال قد قضت على الملكية الفردية وأثرت سلبًا في القيم والمعاني الإنسانية، كما وصف الشيوعية بأنها أيديولوجية هدامة وفوضوية تسهم في تدمير القيم المجتمعية. وأكد الكتبي أهمية الأديان في الحفاظ على سمو البشرية وجمالها، مشددًا على ضرورة أن يبذل رجال الدين جهودهم في نشر الحقائق الدينية للحد من انتشار الأيديولوجيات الماركسية والإلحاد والكفر.
بعد هذا النقاش المثمر، رتب ألكسندر للكتبي مقابلة مع الكاردينال “ألفرد أوتافياني”، الأمين العام لجميع المقدسات والكتب الدينية في الفاتيكان. توجه الكتبي إلى الطابق الثاني من المبنى الذي يضم أقطاب الفاتيكان، حيث كان اللقاء. بعد التحية والتعارف، تحدث الكاردينال عن دعوته للتسامح والمحبة بين جميع الأديان وأتباعها. أجابه الكتبي بأنه يشاطره نفس الدعوة ويدعم الصداقة بين المسيحية والإسلام، مع تشديده على ضرورة العمل المشترك لمحاربة الشيوعية والصهيونية، اللتين تشكلان تهديدًا للسلام العالمي. من جانبه، أشار الكاردينال إلى أنه كتب عدة مؤلفات تفضح فساد الشيوعية، داعيًا كل إنسان إلى مقاومتها. هنا أوضح الكتبي أن المقاومة الفردية غير كافية لمواجهة الشيوعية، وأن الحل يكمن في إنشاء تنظيم عقَدي يستمد قوته من الأديان، ويواكب في الوقت نفسه روح العصر.
بعد انتهاء المقابلة، استرجع الكتبي أهمية الإسلام بوصفه دينًا يقدم نظامًا متكاملًا يجمع بين البساطة والوضوح، ويعزز روح المحبة والتفاهم بين المسلمين. وبين تأثير الصلاة، ووحدة القبلة، والحج بوصفها عناصر تنظيمية توحد صفوف المسلمين. كما أشار إلى أن الحكومة السعودية أسست العديد من المنظمات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز الوعي الإسلامي ونشر التعاليم الإسلامية، داعيًا إلى ضرورة التعاون والتضامن بين المسلمين لتحقيق هذه الأهداف.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
تُعَدُّ سيرة الأستاذ حسن الكتبي تجسيدًا لرحلة فكرية وثقافية غنية، انعكست فيها تجاربه المتنوعة وآراؤه العميقة في الدين والسياسة، والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، فمن خلال مواقفه وأفكاره، يظهر الكتبي شخصيةً مؤثرة سعت للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، مع التركيز على أهمية التسامح والحوار بين الأديان، إلى جانب التصدي للأيديولوجيات المادية التي هددت تماسك المجتمعات كالصهيونية والشيوعية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.