تحليل بيان التنحِّي وتحقُّق أبعاد الزحف المقدس

في ظل تلك الصدمة، خرج عبد الناصر ليعلن تنحيه في بيان أذيع في الإذاعة والتليفزيون، وعند تحليل هذا البيان فإننا نلاحظ ناتج الفراغ السياسي الذي تمثَّل في عدم تحرك أي جهة لمساءلة المتسبِّب في تلك النَّكسة كجمال عبد الناصر أو أي مسؤول عسكري، وحتى لم يتم إعلان أبعاد الهزيمة، والجدير بالذكر أنه في بيان التنحي حاول عبد الحكيم عامر إخطار عبد الناصر باستقالته، لكن عبد الناصر لم يسمح له بذلك، وكأنه يريد أن يتم تركيز الانتباه إليه وحده، وكأن بيان التنحِّي مَدخل لاستعادة السلطة، كما أنه من المفترض دستوريًّا أن يكون إخطار التنحِّي موجهًا إلى مجلس الأمة، فلماذا وجَّهه عبد الناصر إلى الشعب؟ 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أثار البيان الذي نظمه هيكل بدقة العواطف بين النظام الفاشل والشعب الذي اندفع إلى الشوارع لا يحمل أهدافًا أو برامج إصلاحية، إنما كان هدفه الوحيد هو إبقاء الرئيس في السلطة، ليتحقَّق ناتج أيديولوجية الزحف المقدس التي خضع لها الشعب الذي لم يصبح إلا أداةً في يد السلطة، فمعروفٌ أن بعدها سيعود الأمر لما كان عليه، إذ يعود الشعب إلى مكانه غير قادر على المشاركة في مستقبل وطنه وإيجاد مجالس منتخبة حقيقية، وبالفعل أعاد مجلس الأمة الذي كان السادات رئيسه آنذاك السُّلطة لعبد الناصر، وتم إعلان تنحي المشير عامر الذي انتحر بعد ذلك. 

في سبتمبر 1970م تكرَّر مشهد الحشود الهائلة، بل بدرجة أكثر، حين خرج الناس لتوديع عبد الناصر إلى مثواه الأخير، عاجزين عن تصور أن تعيش مصر دونه، برغم كل ما حدث.

في أعقاب نكسة 5 يونيو 1967م وخسارة سيناء، سادت الصدمة المُفاجئة بين الجماهير المصرية التي غُيّبت بأكاذيب إعلامِ نظامِه، وكما كان مُتوقعًا لشعبٍ سيتعامل مع نظامِه الفاشل بعد الهزيمة، نراه يُفاجئ العالم بخروجه طالبًا عدم تنحي رأس ذلك النظام جمال عبد الناصر، يُحلِّل هذا الكتاب الذي بين أيدينا الوضع آنذاك، ليذكر الأمر من بداية وصول الضباط الأحرار إلى السلطة، باحثًا عن كل ما كان سببًا في مظاهرات يومي 9 و10 يونيو المُطالِبة بعدم تنحِّي رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر.

شريف يونس: كاتب سياسي مصري، وعضو مؤسس بهيئة تحرير البوصلة، تركَّزت أعماله على التاريخ والفكر السياسي والأيديولوجيا، وحصل كتابه “البحث عن الخلاص” على جائزة الأدب السياسي بمعرض الكتاب عام 2015م.

من أهم أعماله: سيد قطب والأصولية الإسلامية، نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية، والبحث عن الخلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر، وسؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة.