مفهوم الدولة في النظام العالمي
مفهوم الدولة في النظام العالمي
الدولة مفهوم قديم يعكس طبائع الإنسان الاجتماعية، إلا أن الصورة التي نرى عليها الدولة القومية الحديثة ترجع تاريخيًّا إلى معاهدة ويستفاليا ١٦٤٨، التي أنهت الحرب الدينية في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، وتُعدُّ أهم موضوعات علم السياسية، لأن الظواهر السياسية نشأت فيها.
ولكي نطلق على جزء من العالم أنه دولة يجب توافر ثلاثة شروط مادية، هي: وجود أرض عليها شعب تحت سلطة أو حكومة، بجانب شرط معنوي، هو: السيادة، وهو شرط حديث نسبيًّا.
فالدولة تتكوَّن من بقعة جغرافية محدَّدة بريَّة أو بحريَّة أو كليهما، إضافةً إلى الجو الذي يعلوها، وقد ساد جدل واسع حول كيفية تحديد الحدود البحرية، وانتهى عام ١٩٨٢ بالاتفاق على أن يكون ١٢ ميلًا كحد أقصى.
والشعب هو الأفراد الذين يسكنون تلك البقعة، ويُطلق على معنيين: قانوني وهم من يحملون جنسية البلد، وسياسي وهم من لهم حق المشاركة في الحياة السياسية، فالأطفال مثلًا لا يدخلون في المعنى السياسي للشعب في كل الدول، بينما لا تدخل المرأة في بعض الثقافات والحِقَب التاريخية.
والحكومة هي الجهاز الذي يدير الدولة ولها إطلاق عام يشمل جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وآخر خاص يقتصر على السلطة التنفيذية فقط.
أما السيادة هي أن تمتلك دولة إدارة شؤونها الداخلية دون خضوع لوصاية خارجية، وهو ما يُسمى بالسيادة السياسية، فإن كانت محمية أو تحت انتداب دولة أخرى تسمى دولة ناقصة السيادة، أما وجود كيانات داخلية لا تخضع للدولة مثل حزب الله في لبنان، فإنه يسلبها السيادة القانونية دون صفة الدولة، وتُسمى حينئذٍ دولة فاشلة، ولا يشترط اعتراف الأمم المتحدة للحصول على الشرعية الدولية، فتايوان دولة ذات سيادة رغم عدم اعتراف الأمم بها بسبب الفيتو الصيني، لكن تظل ناقصة في نظر المجتمع الدولي، كما أن رضا الشعب عن حكامه أو اعتراف المجتمع الدولي بشرعية النظام السياسي ليس شرطًا في تحقُّق صفة الدولة.
الفكرة من كتاب مقدِّمة في علم العلاقات الدولية
ويشبِّه المؤلف علم العلاقات الدولية بملعب كرة القدم الذي يكون فيه اللاعبون من الدول والمنظمات الدولية والشركات المتعدِّدة الجنسيات، ويكون القائد أو المدرِّب هو الأمم المتحدة، وتلعب القوانين الدولية دور الحَكم بين اللاعبين.
كذلك هناك محلِّلون لسلوك الدول والمنظمات، والتنبُّؤ بمصير العلاقات الدولية في المستقبل، ومنظِّرون لتقديم اقتراحات لحل المشكلات الدولية، أو لطرح نظريات لما ينبغي أن يكون عليه العالم، أما شعوب العالم فما هي إلا جمهور متفرِّج لا يحقُّ له النزول إلى ساحة الملعب.
ولعلَّ لفظة “السياسة الدولية” هي المصطلح الأدقُّ لذلك العلم لأنه يشمل دراسة الكيانات المحسوسة وليس فقط العلاقات، ويدخل ضمنه الفاعلون السياسيون غير الدول كالشركات والمنظمات، ولكن مصطلح “العلاقات” هو الأشهر بين الأكاديميين.
مؤلف كتاب مقدِّمة في علم العلاقات الدولية
نايف بن نهار: مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، حصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة قطر عام ٢٠٠٨، وحاز درجة الماجستير في تخصُّص الفقه وأصوله عام ٢٠١١ من الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا، ثم درجة الدكتوراه بالتخصص نفسه عام ٢٠١٤، كما حاز من الجامعة نفسها دكتوراه ثانية في العلوم السياسية عام ٢٠١٨، إذ قدَّم الدكتور نايف نظرية جديدة في علم العلاقات الدولية تسمَّى “الذراع الرادعة”، وحصل على ملكيَّتها الفكرية في السابع من فبراير عام ٢٠١٦.
من مؤلفاته:
– دعوى التلازم المنطقي بين الإسلام والعلمانية.
– نحو منهجية مقترحة لتأسيس علم الاستغراب.
– الصيرفة الإسلامية في دولة قطر.