معالجة النّفس في أربع خطوات
معالجة النّفس في أربع خطوات
إنه لمن المهم تغيير الأفكار وحبّ النفس وتقبّلها بدلًا من مشاعر الإحباط والسخط، حتى يرفع الشخص استحقاقه ويصادق من يكن له الود والاحترام، وهذه الخطوة ربما سيحتاج فيها الشخص إلى دعم أحد المتخصصين، وهناك أربع مراحل للعلاج: أولاها مواجهة الفراغ الداخلي، وهذا لأن مفرطي الحساسيّة منشغلون بالطاقة الخارجيّة، مما يجعلهم غير مبالين بمشاعر الخوف والتهديد التي تكمن بداخلهم، فهم يركزون على المال والمادة والعلاقات والنجاح والسلطة كي يعوضوا هذا الفراغ، ولو أنهم ركزوا على أنفسهم -وليس على العالم الخارجي- فسوف يكتشفون الداخل قبل الخارج، إنهم يواجهون صراعًا داخليًّا لدرجة أنهم إذا كانوا في علاقات سامة غير مناسبة فسوف يهابون فقدانها، لأن ذلك يستثير خوفهم من الهجر والوحدة!
أمّا المرحلة الثانية من معالجة النّفس فهي: الاستيعاب والمعالجة، أي إخراج المشاعر المخفيّة بدلًا من الهروب إلى المخدرات أو الطعام طلبًا للاهتمام، فلا بد لهم من الإنصات لنداءات الذات وفهم الألم بشكل عميق، لأن التواصل مع المشاعر الحقيقية هي بداية تحرر النفس. والمرحلة الثالثة هي استبدال الحب بالخوف، فبعد الإقرار بالألم الداخلي، من المهم أن ينظروا إلى الذكريات المؤلمة المختبئة والطاقة المهتزة والأنا المفعمة بالخوف والعزلة، ويستبدلوا بذلك مشاعر الحبّ والرحمة والثقة. وأخيرًا المرحلة الرابعة، وهي أن يعيش المرء بقلبه: وهنا يجب أن يثق بمشاعره وأحاسيسه كيلا يحتاج إلى الإفراط في التحليل، ومما يساعد الشخص على ذلك النظرُ إلى الطبيعة وتأمّلها، والجلوس عند البحار، واستنشاق الهواء الطلق، حتى يشعر بالرضا والسلام.
وكذلك من الممكن أن يتطوّع الشخص المفرط الحساسيّة لخدمة الجيران، وجمع التبرعات، واستخدم متعة المشاركة والعطاء، وليجعل هدفه أن يعيش بطبيعته لا أن يمقتها، وأن يفعل ما يحبه وما يجلب إليه الفرح والسعادة، فهذا الشخص بسبب كثرة تراكم الأوجاع داخله، أصبح يتأثر بالتجارب أكثر من غيره، فكلّ تجربه تعيده إلى شيء أليم قد مر به، لذا يكمن الحلّ في النظر إلى مصدر المشكلة، كيلا يُلام هذا الشخص المسكين، فدائمًا ما يقول له الجميع: “أما زلت تذكر ذلك حقًّا؟ لا بد أن تنسى!”
الفكرة من كتاب دليل الأفراد مفرطي الحساسية.. كيف تغير شعورك بالضغط والإنهاك النفسي إلى شعور بالتمكن والكمال؟
هل لاحظت أن البعض قد يركّز على التفاصيل بشكل حاد ولا ينسى بسهولة؟ فمن الممكن أن تجد شخصًا ما زال يذكر كيف قد جرحك بكلمة ثقيلة قبل خمسة أشهر من الآن، في حين أنك قد نسيت ذلك، بل ونسيت تفاصيل ليلة البارحة بكل ما فيها!
إذًا.. فأين يقع الاختلاف بينك وبينه؟ وهل سمعت بعبارة “إنه فرد مفرط الحساسيّة“؟ ذاك الذي يتماهى شعوره مع كلّ الأشياء، حلوها ومرّها، إنّ هذا الكتاب سيشرح لك من هذه الفئة، وكيف يعانون، وما يجب أن يحصل كي يتقبلوا أنفسهم ويواجهوا التحديات.
مؤلف كتاب دليل الأفراد مفرطي الحساسية.. كيف تغير شعورك بالضغط والإنهاك النفسي إلى شعور بالتمكن والكمال؟
ميل كولينز: مؤلفة ومستشارة علاج نفسي، عملت في مجالات مختلفة، فقد كانت موظفة لدى أحد البنوك، وكذلك جرّبت العمل موظفة داخل السجن، ودعاها جيريمي فاين في برنامج “BBC Radio 2” للحديث عن الأشخاص المفرطي الحساسيّة كونها قد عانت في حياتها من هذه السمة. ومن أعمالها:
Positive Affirmations for Sensitive People: Embrace Your Empathy and Love Your Gift.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها“، وكتاب “صولات على البساط الكروي”