مصير الفارِّين ونجاح خطة العائلة
مصير الفارِّين ونجاح خطة العائلة
وعن الأولاد الأربعة الفارين، فقد وجدوا السفارة الفرنسية مغلقة بسبب إجازة عيد الفصح، ولم يستطيعوا كذلك دخول السفارة الأمريكية لأن الحراس كانوا مغاربة، كما حاولوا اللجوء لسفارة السويد ولكن تم طردهم، لكنهم استطاعوا بمساعدات من أصدقاء أوفقير القدامى الاتصال بإذاعة فرنسا الدولية في باريس التي أبلغت وزارة الخارجية الفرنسية، ومنها تم إبلاغ الرئيس الفرنسي ميتران الذي كان آنذاك في طائرته إلى الرباط في زيارة رسمية.
ولكن لم تسر الأمور على ما يرام فقد طمأن الحسن الثاني ضيفه ميتران بأن عائلة أوفقير سيتم إطلاق سراحها وسرعان ما تم القبض على الأولاد الهاربين، واجتمعت فاطمة بهم مرة أخرى في المفوضية، وبعد أربع سنوات أخرى من السجن تمَّت أخيرًا موافقة الملك على السماح للعائلة بإقامة جبرية في فيلا كبيرة استطاعت فاطمة فيها أن ترى والدها وأصدقاءها لأول مرة منذ تسعة عشر عامًا، ولم يمضِ كثيرًا حتى أُطلِق سراحهم في شباط / فبراير 1991م، أي في أثناء اندلاع حرب الخليج.
تطرَّقت فاطمة إلى ما عاشته من حياةٍ كاملة بنوعيها من ترفٍ وقهر، وهي التي برغم سجنها كانت حائرة في نظرتها إلى الحسن الثاني، إذ اعتبرت أن الملكية شر لا بدَّ منه، وفي عام 1994م مرض الحسن الثاني وربما تسبَّب ذلك المرض في دفعه إلى تغيير بعض سياساته القمعية والإفراج عن سجناء سياسيين والتوجُّه إلى بعض الانفتاح، وقد مات في عام 1999م ليخلفه ابنه محمد السادس -الملك الحالي- الذي رأت فيه فاطمة آمالًا لتعديل الأوضاع، على كل حال تعايشت العائلة بعدما استطاعت السفر أخيرًا وقرَّر أولادها الزواج وتكملة حياتهم، وعاشت فاطمة في باريس التي لطالما فضَّلتها، ثم عادت إلى المغرب، وتوفيت به عام 2013.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.