مصير أبطال القصة
مصير أبطال القصة
تقدَّم ثلاثة أشخاص للمحكمة للإدلاء بشهادتهم، فأخبر الشاهد الأول أن زوجة موروا ابتزَّت الطبيب دوني، وأخبر الثاني أن أحد الأطباء عرض عليه المال مقابل الادعاء بأن موروا توفِّي أثناء نقل الدم، أما الشاهدة الثالثة فتحدَّثت عن موقف بين موروا وزوجته، فقد تشاجرا قبل أسبوع من وفاته واشتكى من طعامها وأنها قد تحاول تسميمه، لأنها تضع مساحيق غريبة بحسائه، فتظاهرت أمامه أنها تشرب منه ولكنها سكبت الملعقة على الأرض، فشربت منها القطة فوُجِدت بعد ساعات ميتة وحولها قيء وإسهال.
انصرف القاضي ليطالع الأدلة ونتائج الحكم، وعاد مرة أخرى فأصدر الحكم ورفع الجلسة، والذي تضمَّن احتجاز الزوجة واستجوابها، وتبرئة دوني وإطلاق سراحه، وعدم إجراء أي عملية نقل دم إلى إنسان دون موافقة أطباء الكلية الباريسية، وكان ذلك لدوني بمثابة الفوز بالمعركة وخسارة الحرب، لأنه يعني حظر نقل الدم وتحكُّم كلية الطب الباريسية في الأنشطة الطبية خصوصًا أنهم كانوا معارضين لدوني، وفي عام ١٦٧٥ وقَّع البابا في فرنسا مرسومًا بتجريم نقل الدم، وحظرت إنجلترا نقل الدم عام ١٦٧٨، ومرَّت ١٥٠ عامًا لتعود دراسة نقل الدم مرة أخرى.
لم يتحقَّق حلم الطبيب دوني بالحصول على الشهرة والثراء، وعلى الرغم من أنه فقد اهتمامه بالأبحاث الطبية، فقد استمر الطب جزءًا من حياته، وعاد إلى الاهتمام بمجال الرياضيات والفلسفة والفلك وإقامة المؤتمرات العلمية.
أما زوجة موروا فقد كانت فلاحة فقيرة وليس لديها أصدقاء، بعكس دوني الذي كان حوله داعمون وشهود لصالحه لدرجة تثير الشك في عرضه رشوة لهم، على الرغم من عدم وجود أي دليل على تقديمه رشوة، والمثير للانتباه هو اختلاف روايات دوني حول دخول الإبرة والدم إلى جسم المريض وعدم اتفاقها، ومن الممكن أنه قام بتعديلها لتبرئة نفسه، وأن كمية صغيرة من الدم دخلت إلى جسده فعجَّلَت بموته، وحال الحريق الذي دمَّر المحكمة وسجلاتها دون معرفة أقوال زوجته ومصيرها، ولم تكن محاكمتها محل اهتمام مثل محاكمة دوني.
الفكرة من كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
قبل أن نبدأ بقراءة القصة، لنتعرَّف على بطلها.. جون باتيست دوني.. طبيب فرنسي، ولد عام١٦٤٠ في أسرة من طبقة النبلاء، كان والده كبير مهندسي الملك لويس الرابع عشر، وقد حصل دوني على بكالوريوس اللاهوت، ثم درس الطب في مونبلييه،كما حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات، وشغل منصب أستاذ الرياضيات والفلسفة الطبيعية، وتمثِّل الرياضيات والفلك أكثر اهتماماته، أما الطب فقد كان هواية له.
انتقل دوني إلى باريس عام ١٦٦٤، وبدأ حياته الأكاديمة، وأصبح لديه مكانة بصفته أستاذًا جامعيًّا، وكان شابًّا ذكيًّا ومهتمًّا بتناول القضايا الجدلية، وحقَّقت محاضراته شهرة واسعة، وامتلأت بالحضور، وكانت الشهرة وجمع الأموال من أهدافه.
فهل تحققت تلك الأهداف؟ وما علاقتها بنقل الدم؟ لننتقل إلى القصة ونرَ..
مؤلف كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
بيت مور: أكاديمي وكاتب علمي وصحفي ومدرب، ولد في أبينجدون بأكسفوردشاير، درس علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية لحيوانات المزرعة، وحصل على درجة الدكتوراه في الفسيولوجيا، ومن الدوريات العلمية التي يكتب فيها: Nature وNew Scientist، شغل منصب رئيس رابطة الصحفيين الطبيين في إنجلترا، وعمل كذلك في كلية أوكلاند وكلية لندن، وأسَّس منظمة ThinkWrite لتدريب الأشخاص على الكتابة، كما حصل على العديد من الجوائز عن أعماله الصحفية العلمية، وظهر إعلاميًّا في مقابلات على قناة BBC وفي محطات إذاعية دولية متعدِّدة.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحمن مجدي: مترجم؛ حاصل على ليسانس الألسن قسم اللغة الإنجليزية، وملتحق بالدراسات العليا في الترجمة الفورية والتحريرية بكلية الألسن، قام بترجمة العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ومنها: “الإعلام والنشء: تأثير وسائل الإعلام عبر مراحل النمو”.