ما أسباب انقسام البشر إلى أمم؟
ما أسباب انقسام البشر إلى أمم؟
تعد الديانات التوحيدية العالمية البشرية شيئًا واحدًا، وقديمًا كانت هناك إمبراطوريات عالمية مثل الإمبراطورية الرومانية كانت فيها المواطَنة مشاعًا للكثيرين من سكانها، وكثيرًا ما ينظِّم البشر أنفسهم على نحو انقسامي في صور مختلفة من القرابة، وتمثل الأمة أحد أمثلتها، ويأتي السؤال لماذا يصنِّف البشر أنفسهم في فئات من العلاقات المحدودة بدلًا من العلاقات العالمية؟
إن هناك من يعتقد بأن انقسامات البشر هي أمر فطري؛ أي إنه تابع لا مفرَّ منه للفوارق العرقية، ويزعم الدبلوماسي الفرنسي آرتور دو جوبينو أن البشرية انقسمت إلى أعراق أو أجناس مختلفة، فضلًا عن أن هذه الأعراق حدَّدت تميُّز ثقافة إحدى الحضارات عن الأخرى، واعتقد فريق آخر بأن وجود أمم منفصلة لم يكن يرجع إلى أسباب بيولوجية، بل إلى أسباب تاريخية، وهذه الفكرة تشير إلى أن انقسامات البشر هي من اختراع البشر أنفسهم، أي إنها ثقافية المنشأ؛ لذا فهي ليست فطرية، ومثَّل وجهة النظر هذه الكاتب يوهان جوتفريد هيردر.
ولم تسهم التطورات الثقافية؛ مثل الديانات التوحيدية العالمية والتجارة الدولية، وكذلك وسائل الاتصال في تقويض الانقسامات بين البشر بأي صورة كانت، ولم تؤدِّ حتى إلى تقويض الانقسامات العميقة التي توجد داخل حضارة معينة من الحضارات، ويظهر ذلك في الأحداث العديدة التي شهدها القرن العشرون.
لذا ففي الماضي أدت الديانات التوحيدية العالمية إلى تقويض مجموعات محلية كانت موجودة عن طريق إنشاء مجتمعات إيمانية واسعة، ولكنها في أحيان كثيرة كانت تفعل هذا عن طريق الإسهام بعد ذلك في دمج هذه المجموعات المحلية ضمن أمم؛ كدمج الفرنكيين في أوروبا في بدايات العصور الوسطى في شكل أمة لاعتقادهم بأنهم الشعب الذي اختاره الرب ليدافع عن المسيحية، وقد فعلوا هذا ولكن ضد إخوانهم من المسيحيين.
الفكرة من كتاب القومية.. مقدمة قصيرة جدًّا
يعدُّ فهم فكرة القومية أمرًا محوريًّا من أجل فهم العديد من الصراعات الاجتماعية والنزاعات السياسية التي تسيطر على عالمنا اليوم.
يستعرض المؤلف عبر كتابه هذا مفهوم الأمة وعلاقتها بالدين والتاريخ، مناقشًا أسباب انقسام البشر أنفسهم إلى فئات من العلاقات المحدودة بدلًا من العلاقات العالمية، ولماذا تحظى فكرة الانتماء إلى أمة ما بأهمية كبيرة لدى الشعوب؟
مؤلف كتاب القومية.. مقدمة قصيرة جدًّا
ستيفن جروزبي (Steven Grosby): أستاذ الأديان في جامعة كليمسون بولاية كارولاينا الجنوبية، من أعماله: “أفكار إنجيلية عن القومية: من الماضي والحاضر”، كما شارك في تحرير كتاب “الجنسية والقومية”.