ماذا ترى لنفسك؟
ماذا ترى لنفسك؟
الجرأة على مواقعة الأحداث الخَطِرة والإقدام لاقتحام المواقف الصعبة هي بعض آثار التفكير الإيجابي لدى الناجحين، أما من يحسبون عقبات كل موقف ويتوانون كثيرًا قبل أخذ أي خطوة فلم يصلوا إلى شيء ذي بال، إذ إنَّ النجاح لن يأتي من ترديد عبارات “يجب أن أفعل كذا”، و”سوف أفعل كذا”، و”لا بدَّ لي من كذا”، لكن يُتحصَّل من الاستغراق في العمل والتجاسر على تخطِّي حواجزه وتجاوز عقباته، وحين تبدأ مشروعك الخاص لا تفتح بابه بيد مرتعشة ولا تشغل بالك بآثاره السلبية المتوقعة، لقد قال مانديلا وهو مكبَّلٌ في حديده: “إننا نقتل أنفسنا حين نضيق خياراتنا في الحياة.. ونقتل أنفسنا حين ننظر إلى واقعنا من خلال ثقب إبرة”.
وإياك أن تلبس حُلمًا خطَّه غيرك، بل قُد أنت زمام حياتك، وانطلق بفكرك وخيالك إلى أعماق نفسك واسبر أغوارها لتعرف ما الحلم الذي ستتفاعل معه ذرات جسدك، وليكن حلمًا كبيرًا يستحق أن تنفق من أجله مالك ووقتك وروحك، وتشرئب إلى أعناق المعالي، فإذا وعيت ذلك؛ فليس بينك وبينه إلا مسافة تقطعها بالركض المتواصل والعمل الجاد والرغبة العارمة، فليس في التاريخ ناجح واحد هبط عليه المجد وهو راقدٌ في فراشه أو متكئٌ على أريكته؛ إن الكون كله محكوم بسنن ربانية و﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ولا بدَّ أن يكون لحلمك رؤية ثاقبة، تكون المصباح الذي يُنير لك الطريق ويُبيِّن معالم الأشياء، فإنَّ أصحاب الإنجازات العظيمة كانت لديهم رؤية أكبر بكثير من واقعهم، فكان لهم ما أرادوا، فاكتب رؤيتك وعلقها على جدارك وفراشك ومكتبك وكررها عدة مرات خلال يومك حتى تملك عليك كيانك، وسل نفسك: من أنت اليوم؟ ومن أنت بعد عشرين سنة؟
الفكرة من كتاب ابدأ كتابة حياتك
هذه كلمات رقيقة من ناصح أمين لك ومشفق حريص عليك، ومؤمن كذلك بأحلامك الكبيرة وآمالك العريضة.. كلماتٌ خطَّها الفؤاد قبل أن يُجريها البيان ونزعتها الروح قبل أن يجمعها العقل؛ أدعوك بها يا صاحِ لتذوُّق معنى الحياة الكبير، ولتسلك طريق المجد التليد، الطريق الذي وإن كانت تحوطه أسلاك المتاعب ومتاريس المصاعب فإن السعادة تقف عند نهايته، فأقبِل يا صاحِ فإني مشتاق إلى لقائك.
مؤلف كتاب ابدأ كتابة حياتك
مشعل عبد العزيز الفلاحي: مشرف تربوي، وحاصل دكتوراه في الشريعة الإسلامية، عمل في التعليم والتدريب 23 عامًا، وتفرَّغ في السنوات الثلاث الأخيرة للإشراف على مشروع القيم النبوية بتعليم القنفذة، ثم تفرَّغ لمشروعه الشخصي، وله العديد من المحاضرات والكتب في النمو الشخصي وإدارة مشاريع الحياة.
من أهم مؤلفاته:
مشروع العمر.
أفكار تصنع الحياة.
التركيز أكثر العادات أثرًا في حياة الناجحين.