لمحة تاريخية عن السعر المستحق.. ونموذج روت وميسيك

تعدَّدت التفسيرات حول السعر المستحق، فذهب أرسطو إلى أنه يعكس قيمة العمل المستثمر في السلعة التي يجري تبادلها، كما أقرَّ بتأثير الطلب في الأسعار، بينما ذهب آخر إلى أنه السعر الذي يكون الشخص مستعدًّا لدفعه، بينما ذهب اللاهوتي توما الإكويني إلى أن السعر مرده إلى الطلب، بينما ذهب رأي ثالث إلى أنه السعر الذي قرر المجتمع أنه ما تستحقُّه السلعة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بينما ذهب رأي متطرف إلى أن السعر يكون مستحقًّا حتى لو كان أقل من سعر التكلفة وخسارة البائع، وذهب آدم سميث إلى تأييد فكرة الأسعار المعتمدة على التكلفة، بينما ذهب ألفريد مارشال إلى أن السعر يحدِّده العرض والطلب بصرف النظر هل هو مستحق أم لا، وفي النهاية اتفق الاقتصاديون على أن السعر المستحق هو أي سعر يحدِّده السوق.

ويقوم نموذج “روت وميسيك” على أن الناس يشعرون بالرضا إذا جاءت النتيجة وفق توقُّعاتهم، ومن ثم يعتبرونها عادلة، أما إذا كانت النتيجة مفاجئة، فإنهم يشعرون بالضيق باحثين عن تبرير لما حدث، فإن كان السبب مقبولًا، فإنهم يعتبرونها عادلة، أما إذا كان غير مقبول، فإنهم يتخذون مواقف انتقامية.

فإذا وجدتَ منتجًا مكتوبًا عليه سعر 100 دولار، وعندما طلبتَ شراءه، وجدت البائع يطلب منك 110 دولارات، ستشعر بالاستياء والضيق، وتطلب تفسيرًا لذلك، فيقول لك البائع إن الزيادة بسبب ضريبة المبيعات، فإن ثورتك ستهدأ، وإن استمر الاستياء، لكن إذا لم يكن التفسير مبررًا فإنك ستثور، وقد تلجأ إلى أساليب انتقامية كالتشهير بالبائع.

يُعد السعر العادل مسألة مهمة، لأن قيمة “العدالة” تُعد الجزء العاطفي من صنع القرار الاقتصادي، فمن دون العاطفة لا يمكننا اتخاذ القرارات، إذ ينطوي السعر العادل على أكثر من مجرد كونه سعرًا رخيصًا، إذ يتضمَّن حصولك على قدر ما تدفع، كما ينطوي على أن تكون أمينًا وصادقًا في تعاملاتك، وأن تزرع الثقة في الآخرين.

ولكي نكون متصفين بالعدل، علينا أن نفهم ما الذي يريده العملاء، وما الذي بمقدورهم دفعه، وكيف يمكننا منحهم قيمة ما يدفعون؛ فعدالة السعر تمس الجميع مستهلكين وتجَّارًا؛ ولك أن تسأل نفسك لماذا إذا أعدَّت لك زوجتك وجبة الغداء، فإنك لا تدفع لها مقابل إعدادها الطعام، وإذا كنت في أحد المطاعم، فإنك قد تترك بقشيشًا للنادل على خدمته؟!

سارة ماكسويل Sarah Maxwell خبيرة في مجال التسعير العادل، وتشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة فوردهام، وهي المدير المشارك لمركز فوردهام للتسعير، تكتب في عدد كبير من الدوريات، وعملت في مجال تقديم الاستشارات في دول عديدة؛ كالهند والصين والبرازيل.