لماذا يبتعد الرجل فجأة؟
لماذا يبتعد الرجل فجأة؟
الاختلاف الأساسي بين الرجل والمرأة أدى إلى تَميُّز كلٍّ منهما ببعض الأحوال النفسية، ولا تعتبر تلك الأحوال النفسية حالات مَرضية تحتاج إلى علاج طبي أو نفسي، ولكنها أحوال عدم العلم بها يجعل الحياة أكثر شقاءً، وقد يؤدي الجهل بها إلى سوء الظن الذي تعقبه إساءة العمل، ومن ثم حدوث فجوة، وهدم روابط العشرة، وجدران البيت، ولذا من المهم الإلمام بها حتى تُصبح الحياة أكثر سلامًا، والبيوت أكثر سعادة.
ويمر الرجل في أثناء حياته ببعض الأحوال النفسية الخاصة بكونه رجُلًا، وقد يصعُب على الزوجة التعرف عليها بسهولة؛ منها حالة الانسحاب والابتعاد التي يقوم بها الرجل فجأة دون أي مقدمات، والتي تليها حالة قرب واشتياق إلى زوجته، ثم يقوم بالانسحاب ثم القرب، ولا تنتهي هذه الدورة، وكل ذلك قد يكون بلا سبب، أو بسبب حاجته إلى البحث عن نفسه، واستقلاليته، والمرأة لا تستوعب حالة الانسحاب تلك بسهولة لأنها تقوم بتلك الحالة بإرادتها، فتتوقَّع أن زوجها يفعل المثل، لكنه في الحقيقة ليس لديه أي سيطرة على هذه الحالة، وعلى الرغم من غرابة تلك الحالة بالنسبة إلى المرأة، فإنها صحية لها ولزجها، إذ يعود إليها من تلك الحالة مليئًا بالعواطف والشوق، ولكن قد تفسد المرأة ذلك كله عند مطاردتها لزوجها في أثناء مروره بتلك الحالة، أو رفضها له عندما يرغب في العودة إليها بعد فترة الانسحاب، وكأنها تعاقبه، فيُفقَد شعور الشوق، وتصبح حياتهما باردة.
يفقد بعض الرجال خاصةً عند تجاوزهم سن الأربعين اتزانهم العاطفي، وتُسمى هذه الحالة بأزمة منتصف العمر، أو فترة المراهقة المتأخرة، وتَظهر هذه الحالة وكأنها ردة فعل لشعورهم بضياع شبابهم، ووقوفهم على أبواب مرحلة الكهولة، فيقومون بتصرفات المراهقين، كمحاولة لفت أنظار الجنس الآخر، واهتمام زائد بمظهرهم الخارجي، بارتدائهم ملابس ذات ألوان برَّاقة، وصباغة الشعر، والكثير، ويبحثون عن الاهتمام عند غير زوجاتهم، ويُسارعون إلى مشاهدة الفضائيات، والمكوث المُطوَّل أمام الإنترنت، أو يسعون إلى زواج من فتيات صغيرات العمر، كل ذلك لإثبات أنهم ما زالوا في سن الشباب، وبالفعل تكون تلك المرحلة حرجة جدًّا لكلٍّ من الزوج والزوجة، ويمكن أن تمر بسلام، عندما يتقي الرجل ربَّه، ويُجاهد نفسه، ويتذكر دائمًا فضل زوجته ورفيقة عمره، وتحاول المرأة تفهُّم نفسية زوجها في هذه السن، وتتغير لأن زوجها تغيَّر، وتضعه على قائمة أولوياتها.
الفكرة من كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
من سُنة الله في الأرض أن تُقام علاقة بين الرجل والمرأة تحت رباط زواج مُقدَّس، فكان هذا الرباط وسيلة للسكن والراحة، وسببًا للمودة، وسبيلًا لتكاثر البشر، وإعمار الأرض، وعاش الرجل والمرأة تحت سقف واحد؛ يتقاسمان الخبز والماء والفراش والغطاء، والضحك والبكاء، لكنَّ قليلًا ما يحظى أحدهما بمعرفة الآخر حق المعرفة، فيُحرم من العيش الصفِيِّ.
لذلك يوفر هذا الكتاب ما يُعين الفرد على التعرف بالآخر، وتفهُّمه من أجل حياة زوجية سعيدة، ثم يُبين إعجاز التشريع الإسلامي في تقرير حقوق الرجل والمرأة، كلٍّ على حسب أدواره ومهامه، وعلى قدر إمكاناته وقدراته، وعلى حسب طبيعته ونفسيته.
مؤلف كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
أسامة يحيى أبو سلامة: أستاذ مساعد بقسم النبات في كلية العلوم، جامعة عين شمس.
له العديد من المؤلفات منها:
شريك حياتي.. هيا نتفق.
شريك حياتي.. لننقذ علاقتنا.
لكي أكون أروع شريك حياة.
الحب بين الأفورة والواقع.
إبداع وإمتاع في فهم الرضيع.