لماذا نضيع في الطريق؟
لماذا نضيع في الطريق؟
يوجه “بليك ديفيز” حديثه للقارئ عن قصة حياته حين كان في أوائل العشرينيات منتقلًا من وظيفة إلى أخرى، والعمل بالنسبة له حينها كان مجرد وسيلة لدفع الفواتير بدلًا من كونه مكانًا للتعبير عن أفضل ما لديه، ثم تطوُّعه في الجيش وقضاء وقتٍ صعب رأى فيه زملاءه يموتون أمام عينيه، أما بعد إنهاء خدمته فقد اختار أن يعمل في إحدى المكتبات الصغيرة كونه يؤمن أن أفضل الأشخاص دائمًا على ما يبدو أنهم يمتلكون أكبر المكتبات، لكنه لم يكن جيدًا في عمله لعدم امتلاكه القدرة على العمل الجماعي أو تنفيذ المطلوب منه، ولعل الشيء الوحيد الذي أنقذه من الطرد هو حب العملاء له كونه محبًّا للكتب، هذا إلى أن زاره شخصٌ غريب علَّمه دروسًا جعلته يُدرك أن الأوقات الصعبة تصنع أشخاصًا أفضل، فماذا علَّمه؟
كان هذا الرجل غريب الأطوار أشعث الشعر يظهر عليه كبر السن لكن عينيه كانتا تحملان وقارًا مهيبًا، وهو صديق قديم لوالده اسمه “تومي فلين”، ويعمل موظفًا بالمتجر معه من فرع آخر، كما أنه أفضل موظف للعام لمدة خمس سنوات، ولهذا مازحه بأنه يجب أن يكون لطيفًا معه لربما يصبح رئيسه في يومٍ ما، وأن عليه أن يأخذ بنصائحه.
وجد الرجل بليك كالتائه، ولما اطمأنَّ له بليك أخرج ما في صدره من ضيقٍ وشعور بالضياع في حياته والتشتُّت وذكريات الحرب السيئة، ليردَّ عليه تومي: “لا تقلق يا بليك، إن ضياعك في الطريق هو جزء من العثور على الطريق المقدَّر لك أن تمشي فيه”، وأن جوهر الطريقة التي سيوشك على اكتشافها للعمل والحياة؛ هي القيادة دون منصب.
الفكرة من كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
ما تسميه اليرقة نهاية العالم يراه الناس فراشةً جميلة، في عالمٍ مليء بالفوضى حيث التشتت والشُّعور بعدم القدرة على اتخاذ قرارٍ ما، وحين تحدث الصعوبات والمشاكل ويزداد معها الخوف وضعف الشخصية؛ هناك من يرى أنه كلما اشتد الظلام تمكَّنت من رؤية النجوم.
وفي الوقت الذي تتمنى فيه الحصول على منصب حتى يحترمك الناس؛ هناك من يرى أنك لا تحتاج إلى منصب لكي تُظهِر بعض القيادة، وهذا هو بطل قصَّتنا “بليك ديفيز” يحكي حكايته مع صديقه العجوز “تومي” الذي أخذ بيده هو وأربعة معلمين ليُعرِّفوه على المبادئ الأربعة لفلسفة القيادة دون منصب.
مؤلف كتاب القائد الذي لم يكن له منصب “حكاية عصرية عن النجاح الحقيقي في العمل والحياة”
روبن شارما: هو مؤلف كندي من أصل هندي، ومدرِّب في التنمية الذاتية، درس الحقوق في كندا ثم اتجه إلى التأليف، حيث ألَّف أحد عشر كتابًا ذائع الصيت في مجال النمو الشخصي، ومن أبرز مؤلفاته:
الراهب الذي باع سيارته الفيراري.
نادي الخامسة صباحًا.
من الذي يبكي حين تموت؟