لماذا لا يمكننا السيطرة على أفكارنا؟
لماذا لا يمكننا السيطرة على أفكارنا؟
في تجربة تم إجراؤها على مجموعة من الطلاب؛ لدراسة مدى سيطرتهم على أفكارهم، إذ طُلب منهم ألا يحاولوا التفكير في الدببة البيضاء، ولكن ما حدث كان صادمًا، فقد عجز جميع المشاركين عن التوقف عن التفكير في الدببة البيضاء، وهذا العجز عن التوقف عن التفكير في الدببة البيضاء قد لا يكون أسوأ إخفاق لقوة الإرادة، ولكن المشكلة تكمن في أن محاولة حظر أي فكرة عن التفكير بها تنهار تمامًا حين تطبق على العالم الداخلي للأفكار والمشاعر، وسُمي ذلك بـ “أثر الارتداد المثير للسخرية”، فـ إذا دفعت عن نفسك فكرة ما، فإنها تعاود الارتداد عليك، فالشخص الذي يحتاج بشدة إلى كتمان سر ما، يجد نفسه مشدودًا نحو إفشائه.
لماذا تعود محاولتنا لإزاحة أي فكرة أو عاطفة بأثر عكسي؟ هذا الأمر له علاقة بطريقة تعامل المخ مع الأمر بعدم الفعل، فهو يُقسم المهمة إلى جزأين، أحد الأجزاء سيهتم بمهمة توجيه الانتباه نحو أي شيء بخلاف الفكرة المحظورة ويسمى “المشغل”، بينما يكون الجزء الثاني بخلاف الجزء الاول ويعمل بشكل آلي من دون جهد ذهني، ويقوم بالبحث عن وجود أي مخاطر محتملة بالجوار ويسمى “المراقب” وهما يعملان على التوازي، ومن دون القوة الكاملة لإحداث توازن بينهما، ستجد نفسك تفكر في الشيء الذي ترغب بالتوقف عن التفكير به بصورة مستمرة، وأكثر إلحاحًا، وربما يتطور الأمر لتعتقد أن ذلك الشيء الخاطئ فكرة صحيحة من كثرة تكرارها.
ولمحاولة السيطرة على أي أفكار ومشاعر غير مرغوبة يفضل استخدام “مبدأ الاستسلام”، وأثبتت دراسات المخ أنه بمجرد أن تقوم بمنح عقلك الإذن بالتفكير في الفكرة التي تحاول قمعها، فإن أهمية الفكرة تتراجع، ويقل احتمال اقتحامها لعقلك الواعي ثانية، وإن أردت حقًا الحفاظ على سلامة عقلك وسيطرة ذاتية أفضل، فأنت بحاجة للقبول بأن من المستحيل السيطرة على ما يصدر من عقولنا، كل ما يمكننا فعله أن نختار ما نصدق ونتصرف وفقًا له، وحين تخطر لرأسك فكرة مزعجة لاحظها ولاحظ ما يرافقها من شعور في جسدك، ثم حول انتباهك عنها، ولكن ابق واعيًا بالأحاسيس المادية المرافقة لها.
الفكرة من كتاب غريزة قوة الإرادة
معظم الناس يجدون أنفسهم فشلة عندما يتعلَّق الأمر بقوة الإرادة، فتجدهم لا يستطيعون التوقُّف عن التدخين، أو تناول الأطعمة السريعة، ويعزون سبب فشلهم إلى ضعف إرادتهم، ويشعرون بالذنب والخذلان بسبب ذلك، ولذا قام هذا الكتاب بمناقشة قوة الإرادة، وكيف نسيطر على الذات، وذلك عن طريق كسر العادات القديمة، وخلق عادات أخرى صحية.
وتعدُّ معرفتك بذاتك هي أساس السيطرة على النفس، ولذا ركَّز الكاتب على أكثر الأخطاء شيوعًا فيما يتعلق بقوة الإرادة لأن التشتُّت والإغراء والتسويف من التحديات البشرية العامة، وقام بالإجابة عن تساؤلات مثل: متى نستسلم للإغراءات؟ أو متى نؤجل ما نعرف أن علينا فعله؟ وما الذي يقود إلى الانهيار؟ وكيف نحوِّل معرفتنا بأسباب الفشل إلى خطط للنجاح؟
مؤلف كتاب غريزة قوة الإرادة
كيلي ماكُجونيجال : ولدت عام 1977، وهي طبيبة نفسية، ومحاضرة بجامعة “ستانفورد”، معروفة بعملها في مجال المساعدة العلمية التي تركِّز على ترجمة الأفكار من علم النفس وعلم الأعصاب إلى استراتيجيات عملية تدعم الصحة والرفاهية، وقامت بدراسة علم النفس والاتصال الجماهيري في جامعة “بوسطن”، وحصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة “ستانفورد”، ولها عديد من المحاضرات على “TEDGlobal”، كما فازت بجائزة “والتر جاس” لجوائز كتاب الأعمال لعام 2013.
من أهم أعمالها:
Yoga for Pain Relief.
The Upside of Stress.
The Joy of Movement.