لماذا الأسعار مُهمة؟
لماذا الأسعار مُهمة؟
خِياراتُنا لا تُؤثر فقط في مسيرةِ حياتِنا بل تُؤثر أيضًا في القوانين، ولذلك علينا أن نتخذ خِياراتنا بذكاءٍ، ولنتخذ خِياراتنا بذكاء لا بد من أن نفهم القوى التي تُؤثر في خِياراتِنا، ومن هذه القوى الحوافزُ، والحوافزُ تعني المردودَ المتوقعَ من الفعلِ، وفَهمُها يُساعد على فَهمِ لماذا يفعل الناسُ ما يفعلونه، لننظر إلى الأسواقِ، ونراقب ردود أفعالِ البائعين والمُشترين على تغيُّر الأسعارِ، فالأسعارُ حافزٌ لأنها مردودٌ متوقعٌ، والسعرُ المنخفضُ يُوجه المُشترين إلى ابتياعِ كمياتٍ كبيرةٍ، ومن ثم لا يرغب البائعُ في تقديم المنتجِ، لكن زيادة الاستهلاكِ ترفع من سعرِ المنتج، حينها يبدأ المُشتري في ترشيدِ الاستهلاك، فيُصبح البائعُ أكثر رغبة في تقديمِ المنتج.
فالتغير في الحوافزِ يُؤثر في خِياراتِنا، لأننا نُدرك محدوديةَ مواردِنا، وهذا الإدراك يكبح رغبتَنا الفطريةَ في الاستحواذِ، فنرغب في الحصولِ على كل شيءٍ، لكن هذا غير ممكن، فنلجأ إلى اختيار بديل من البدائلِ، كما أن الحصول على موردٍ يمنعنا من الحصولِ على موردٍ آخر، ويخفض من حصولِ شخصٍ آخر على الموردِ الذي استهلكناه، ودعنا لا نُصدق أن هناك أشياء تُقدَّم بشكل مجاني، فتقديم سلعةٍ مجانيةٍ إلى مجموعةٍ من الأشخاصِ يدفع ثمنَه آخرون، فيكون الأمر عبارة عن تحويل للكلفة، فالمواردُ التي تُسخَّر لبناءِ مدرسةٍ لأطفالِ منطقةٍٍ سكنيةٍ، كان من المحتمل أن تُستخدم لبناءِ مُنشأةٍ صحيةٍ تخدم كل الفئاتِ العمرية.
لذلك علينا أن نُفكر في كيفية الحصول على أقصى فائدةٍ من مواردِنا، وللحصول على أقصى فائدةٍ، لا بد أن تتجاوز مكاسبُ خِياراتِنا كلفتَها، فالخِيارات تتم على الهامشِ، أي تتطلب إضافة موردٍ أو فعلٍ، مثل زيادة ساعاتِ العملِ مقابل التخلي عن موردٍ أو فعلٍ آخر كقضاء بعض الوقتِ في التنزهِ، ولكل قرار هامشي كلفةٌ هامشية ومنفعةٌ هامشية، الكلفةُ الهامشية هي قيمة الأشياءِ التي نتخلى عنها من مالٍ ووقتٍ ومواد، بينما المنفعةُ الهامشية هي العائد من اتخاذِ القرار، وإذا تجاوزت كلفةُ القرار منفعتَه، تُصبح أي خطوةٍ لتنفيذه هدرًا للمواردِ.
الفكرة من كتاب الاقتصاد من منظور الفهم السليم.. ماذا يتوجب على كل إنسان معرفته، حول الثروة والرخاء
تمر بنا أخبارٌ اقتصاديَّةٌ من قبيل: “البنكُ المركزي يرفع الفائدةَ 3% ويستهدف خفضَ التضخمِ إلى7%” مرور الكرامِ، فلسنا خبراء اقتصاديين ولا نعلم معنى رفعِ الفائدةِ أو دور البنكِ المركزي، وأحيانًا نقول لا داعي للاكتراثِ لهذه الأمور من الأساس، لأننا لا نُدرك أنه من الضروري الإلمام بأساسيَّاتِ علم الاقتصادِ، فالإلمام بأساسيَّات علم الاقتصاد يُساعدنا على تحسينِ خِياراتِنا السياسيَّة، والتمييز بين القرارات الصائبةِ والهراء، وتحسينِ خِياراتِنا الشخصيَّة لجني ثروة، كما يُساعد مديري الأعمال التنفيذيَّة وواضعي السياساتِ على فَهمِ مدى تأثير السياساتِ والأفعال في الاقتصادِ العامِّ، لذا يُقدم هذا الكتابُ أساسيات علمِ الاقتصادِ بشكلٍ مُبسطٍ وبأقل قدرٍ من المصطلحاتِ المُعقدة.
مؤلف كتاب الاقتصاد من منظور الفهم السليم.. ماذا يتوجب على كل إنسان معرفته، حول الثروة والرخاء
جيمس جورتني: أستاذ علوم الاقتصاد والسياسة بجامعة فلوريدا، وهو خبير في القضايا الاقتصادية، مثل: الضرائب، وسياسة العمل، والتحليل الاقتصادي للحكومة، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة واشنطن، وفي الوقت الحالي يركز بحثه على قياس وتحديد العوامل التي تؤثر في الفروق بين الدول في مستويات الدخل ومعدلات النمو، إذ شارك في تأليف التقرير السنوي Economic Freedom of the World، كما شارك وأشرف على مؤلفات عدَّة، منها:
Economics: Private & Public Choice.
What Everyone Should Know about Economics and Prosperity.
Lessons from the Poor: Triumph of the Entrepreneurial Spirit
ريتشارد إل ستروب: كان أستاذًا فخريًّا للاقتصاد في جامعة ولاية كارولينا الشمالية وجامعة ولاية مونتانا، ومؤسسًا مشاركًا لمركز أبحاث الملكية والبيئة (PERC)، وباحثًا في المعهد المستقل، وباحثًا مساعدًا في معهد كاتو، وعضوًا في جمعية مونت بيليرين، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة واشنطن، وشغل منصب رئيس قسم الاقتصاد الزراعي والاقتصاد ما بين عامي 2003 و2006 في جامعة ولاية مونتانا، ومنصب مدير مكتب تحليل السياسات في وزارة الداخلية الأمريكية من عام 1982 إلى عام 1984، كما شارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
Economics: Private & Public Choice
Eco-Nomics: What Everyone Should Know about Economics and the Environment
Cutting Green Tape: Toxic Pollutants, Environmental Regulation
دوايت آر. لي: باحث في المعهد المستقل، وأستاذ فخري في قسم الاقتصاد بجامعة جورجيا، وعضو هيئة تدريس زائر في معهد دراسة الاقتصاد السياسي في كلية ميلر للأعمال في جامعة بول ستيت، والرئيس السابق لمركز William J. O’Neil For Global Markets And Freedom، حصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، وشارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
Microeconomics for MBAs: The Economic Way of Thinking for Managers.
Getting Rich in America.
معلومات عن المترجم:
نوح الهرموزي: مدير المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية، وأستاذ جامعي بكلية الاقتصاد جامعة ابن طفيل، ورئيس تحرير موقع منبر، وراجع عدَّة مؤلفات، منها:
القانون.
تحقيق الحرية: تاريخ النظرية التحررية وممارستها.
الإسلام والثراء الفاحش، مأزِق الاقتصاد الإسلامي.
رشيد أوراز: باحث رئيس وعضو مؤسس للمعهد المغربي لتحليل السياسات، حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد التطبيقي حول تأثير طبيعة المؤسسات في الاستثمار في الرأسمال البشري والنمو الاقتصادي في المغرب، وقد نُشِرَت له العديد من أوراق السياسات والتقارير حول التنمية الاقتصادية والإصلاح في المغرب، والتعليم، والحكامة، وتأثير جائحة كوفيد 19 في الاقتصاد المغربي، كما شارك في مراجعة وترجمة عدَّة مؤلفات، منها:
مبادئ الاقتصاد السياسي الحديث حول طريقة التفكير الاقتصادية.
لماذا يدافع الليبرتاريون عن الحرية؟
المينوتور العالمي: أمريكا وأوروبا ومستقبل الاقتصاد العالمي.